السؤال
أنا أسكن في مبيت جامعي وقبلتي فيه موجهة نحو سرير صديقتي فعندما تكون نائمة وأنا أصلي تكون أمامي لكنني لست قريبة جداً من سريرها، وهذا بعدما أبدلت صديقتاي مواضع الأسرة لتغيير الغرفة، فهل سأقول لهم أرجعوا البيت كما كانت، علما بأن بيننا سريري وأنا أتوضأ مرة قلت كلمة سيئة ولم أعرف هل أعيد الوضوء أم لا فلم أعده وقلت يا رب إن كنت سبيت لأعدت، ولكنني لا أتذكر هل حلفت أم لا، وأنا الآن عندما أتوضأ دائماً أقول سيئاً في نفسي، علماً بأنه ليس بذيئاً وهو يتكرر دائماً وزاد لأنني عند الوضوء أفكر في عدم قوله، وهل صحيح أن من يسب الدين والعياذ بالله يجب عليه أن يصلي ركعتين؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا حرج عليك في الصلاة مع وجود زميلتك نائمة على سريرها جهة القبلة بدليل ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي وأنا راقدة معترضة على فراشه، فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت.
والكلام القبيح أثناء الوضوء لا يبطله لكن الأفضل أثناء الوضوء الاشتغال بذكر الله تعالى، إضافة إلى أن المسلم عليه الحرص على كف لسانه عن كل كلام لا نفع فيه، ويتأكد ذلك إذا تعلق الأمر بالكلام القبيح، وراجعي التفصيل في الفتوى رقم: 6923.
وما دمت لم تتحققي من حصول اليمين فإنه يعتبر شرعا لم يحصل، لأن الأصل عدم الحلف حتى يتيقن. قال الإمام النووي شارحاً الحديث المشتمل على الشك في حصول الحدث: وهذا الحديث أصل من أصول الإسلام وقاعدة عظيمة من قواعد الفقه، وهي: أن الأشياء يحكم ببقائها على أصولها حتى يتيقن خلاف ذلك، ولا يضر الشك الطارئ عليها. انتهى.
وعليك الإعراض عما يعتريك من خواطر ووساوس، ولا مؤاخذة بها ما لم يعمل بها الإنسان أو يتكلم بها حقيقة، ومما يعين على التخلص من هذه الخواطر عدة أمور مفصلة في الفتوى رقم: 1406.
ومن صدر منه سب الدين حقيقة فقد وقع في خطر عظيم والعياذ بالله تعالى، حيث يعتبر كافراً مرتدا عن الإسلام، وراجعي الفتوى رقم: 47738.
أما إذا كان السب المذكور عبارة عن هواجس وخواطر في النفس فلا مؤاخذة عليها، لكن يجب صرف التفكير عنها فوراً، والاستعاذة بالله تعالى من كيد الشيطان، فإنه يوسوس بها لإدخال الحزن والقلق إلى قلب المسلم والمسلمة. ولا تطلب صلاة ركعتين بسبب تلك الخواطر.
والله أعلم.