السؤال
أنا مهندس معلوميات مقيم بفرنسا و أبحث عن عمل و أعيش في شقة مع صديق لي متخرج من نفس المعهد مثلي و نقتسم مصاريف المعيشة. كلانا يعتقد اعتقادا جازما أن العمل في ميدان البنوك و المؤسسات المالية حرام, غير أنه يرى ذلك ضرورة, فهو الآن يشتغل في هذا المجال. فما حكم الشرع في مأكلنا و مشربنا, و إن كان حراما فماذا يجب عليا فعله. و بارك الله فيكم
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا شك فيه أنه لا يجوز العمل في البنوك الربوية والشركات التي تتعامل بالربا فيما فيه ربا لأن ذلك من التعاون على الإثم والعدوان والله تعالى يقول : وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
لكن إذا بلغ بالشخص الحال إلى حد الضرورة وهي أن يبلغ حدا لو لم يأكل الحرام لهلك أو قارب على الهلاك فلا حرج حينئذ في تعاطي الحرام بقدر الحاجة كما تقدم في الفتوى رقم 6501
أما عن الأكل من طعام من ماله حرام فإذا كان كل ماله حراما أو كان من عين المال الحرام فلا يجوز ذلك، أما إذا كان مختلطا فذلك جائز مع الكراهة في مذهب الجمهور، ومن أهل العلم من قال حرام ، ومنهم من قال مباح
وراجع الفتوى رقم 11095
ونذكركما في الختام بقول الله تعالى وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3} واعلما أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه
والله أعلم