السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة في الثانية والعشرين من عمري وزوجي في الثانية والثلاتين تزوجنا عن قصة حب جميلة طبعا مع رقابة الأهل لنا وبعد قيامنا بحفل الخطوبة والحمد لله تزوجنا زواجا إسلاميا لكن مع مرور عامين على زواجنا كل شيء تغير كأننا نكره بعضنا ولا نتفق في أي شيء مهما كان بسيطا وصلت الأمور بنا إلى طلبي منه الطلاق مع أنني أحبه وهذا ما أكد لي أنه يحبني المشكلة لا نعرف حتى لماذا تشاجرنا فمثلا نتفرج في التلفاز نتشاجر صدقوني لأتفه الأسباب لا أعرف لماذا نتعذب ولا يوجد سبب مقنع في بعض الأحيان نجلس أكثر من أربعة أيام لا نتكلم مع العلم أننا نعيش في بلاد أوروبية ولا يوجد لنا أقارب هنا سوى أنا وزوجي مع كثرة المشاكل أصبحنا متباعدين جدا عن بعضنا أصبحت أحن للأيام التي مضت وأصبحت أيضا أحتاج لحنان زوجي في بعض الأحيان أقول لنفسي لو تزوجت فلانا لكنت سعيدة الآن هناك أيضا مشكلة الغيرة الزائدة خصوصا في ملابسي مع العلم أنني محجبة وسألت العائلة وصديقاتي عن ملابسي أجابوني بأنها محتشمة أفيدوني أفادكم لله.
شكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية نسأل الله تعالى أن يصلح بينك وبين زوجك وأن يعيد الأمور بينكما إلى سابق عهدها من الحب والود.
ثم اعلمي بارك الله فيك أن هذا الجفاء والكراهية التي حدثت بينك وبين زوجك قد يكون مردها إلى المعاصي، فقد دل القرآن الكريم أنها سبب المصائب على العباد حيث قال الله سبحانه وتعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى: 30}.
فإذا كنت هجرت فراش زوجك أو أسأت إليه، فالواجب عليك التوبة واللجوء إلى الله تعالى بالدعاء بإصلاح الحال ولتكثري من الطاعة لربك جل وعلا ومنها طاعة زوجك في المعروف والتودد إليه، وعليك بنوافل الصلاة والصوم فإنها سبب لمحبة الله تعالى للعبد، ففي الحديث القدسي: ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها وإن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه. رواه البخاري.
ومن فوائد محبة الله تعالى للعبد أن الله تعالى يلقي حب العبد في قلوب العباد، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا أحب الله العبد نادى جبريل إني أحب فلاناً فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض.
والله أعلم.