السؤال
سؤالي يا شيخ هو: أنا لدي أخت تعيش في إيطاليا مع زوجها وابنها عمره سنة ونصف، أختي مريضة لديها ورم في رأسها ويجب عليها أن تعالج وإلا قد يتطور الورم، المشكلة أنه لا يوجد من يهتم بالطفل في حال ترددها على المستشفى، زوجها يتوجب عليه أن يتواجد معها لأنها لا تحسن اللغة الإيطالية، تتلخص أسئلتي في ثلاث نقاط: هل يجوز لي أن أسافر إليها لأهتم بالطفل بينما هي تعالج (مدة السفر هي ساعة ونصف بالطائرة)، وهل يجوز لي أن أقيم معها في بيتها مدة شهر مع التزامي بحجابي الكامل أمام زوجها، ومع مراعاة عدم تواجدي معه في البيت بأي حال من الأحوال، وهل يجوز لي أن أضع في ملف التأشيرة صورة بدون خمار لأن هذا الشرط متواجد في جميع القنصليات، ملاحظة: يفترض أن تبدأ أختي العلاج منذ مدة وهي لم تفعل بسبب طفلها وإن لم أذهب إليها فلن تعالج لأنها تفكر في طفلها لا في نفسها، ولا يمكن لأحد غيري أن يذهب إليها، فأرجوك يا شيخ أن تجيبني على بريدي في أقرب وقت لأن المسألة عاجلة جداً؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى الشفاء التام العاجل لأختك ولجميع مرضى المسلمين، ولتعلمي أنه لا يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر بدون محرم؛ لما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم.
وكذلك لا يجوز لها أن تسكن مع زوج أختها في بيت واحد إذا كان يترتب على ذلك الخلوة والتكشف وإبداء الزينة أمامه... لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يخلون رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم. رواه البخاري ومسلم.
ولا يجوز كذلك أن تنزع المرأة خمارها أمام الأجانب في صورة ولا غيرها؛ لقول الله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ... {النور:31}
ولهذا فإن عليكم أن تبحثوا لأختكم عن امرأة تساعدها وتكون في نفس الوقت واحدة من محارم زوجها بالنسب أو الصهر أو الرضاعة، أو ترسل هي إليكم ولدها في بلدكم لحفظه وحضانته حتى ينتهي علاجها، فهذا هو الأصل وهو الذي ينبغي أن تفعلوا. وإذا كانت هناك ضرورة فإن الضرورات لها أحكامها الخاصة وتقدر بقدرها. وللمزيد من الفائدة نرجو أن تطلعي على هاتين الفتويين: 19493، 74560.
والله أعلم.