الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فأما قولك: (هل يجب! علي الجمع والقصر) فإن القصر والجمع بالنسبة للمسافر ليسا واجبين عليه، فلو أتم الصلاة وصلاها لوقتها، لم يأثم، وانظر الفتوى رقم: 109666.
والذي يظهر أنك تعني: هل يجوز لك القصر والجمع -وليس هل يجب عليك- والجواب يتلخص فيما يلي:
1) يشرع لك الجمع بين المغرب والعشاء، مع قصر العشاء في الطائرة، أثناء سفرك يوم السبت من القاهرة إلى الرياض، وذلك أنه سيدخل عليك وقت المغرب والعشاء وأنت مسافر. وتصلي في الطائرة قائما، وتركع وتسجد إن أمكن ذلك، وتقصر صلاة العشاء -كما ذكرنا- وإذا علمت أنه يتعذر عليك القيام والركوع والسجود؛ لعدم وجود مكان، فإنك تؤخر الصلاة إلى الوصول، ولا تصل في الطائرة؛ لتتمكن من إقامة الصلاة قياما وركوعا وسجودا، فربما تعذر عليك الصلاة كذلك، في الطائرة.
جاء في مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: أما إذا كان يمكن هبوط الطائرة قبل خروج الوقت للصلاة الحاضرة، أو التي تليها، إن كانت تجمع إليها، فإنه لا يصلي في الطائرة؛ لأنه لا يمكنه الإتيان بما يجب, فعليه أن يؤخر الصلاة حتى يهبط، ويصليها على الأرض؛ ليتمكن من فعل الواجب. اهـ.
2) إذا وصلت للرياض، وكانت هي محل عملك، انقطع عنك حكم السفر من وقت وصولك؛ لأنك تعلم ابتداء أنك ستقيم فيها أكثر من أربعة أيام، وقد بينا مرارا أن المسافر لو نوى الإقامة في بلد أربعة أيام فأكثر، فإنه ينقطع عنه حكم السفر، ويلزمه الإتمام، وانظر الفتوى رقم: 218182.
3) وإذا لم تُصَلِّ في الطائرة، وأخرت الصلاة إلى وصولك الرياض، فإنك تتم العشاء أربع ركعات ولا تقصرها؛ لأن وقتها لم يخرج بعدُ، وبوصولك الرياض، انقطع سفرك، كما ذكرنا.
4) أثناء رجوعك للقاهرة، يجوز لك أن تقصر صلاة العصر ما دام وقتها سيدخل عليك وأنت في الطائرة، ولكن -كما ذكرنا- إن تعذر عليك القيام والركوع والسجود، فأخر صلاتها إلى وصولك، ما دمت ستصل قبل خروج وقتها، على ما ذكرت، وتتمها أربع ركعات.
5) لا يجوز لك القصر في مدينتك الأم التي تقيم فيها، فإذا كنت تقيم في القاهرة، ووصلتها، انتهت رخص السفر، ولزمك إتمام الصلاة؛ لأنها بلدك، وينقطع سفرك بعودتك إليها.
6) وكذلك ليس لك أن تترخص في مطار المدينة التي أنت تقيم فيها، إلا إذا كان المطار خارجها، كما فصلناه في الفتوى رقم: 298516، والفتوى رقم:181681.
والله أعلم.