الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون  قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين  قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا فإن شهدوا فلا تشهد معهم ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا والذين لا يؤمنون بالآخرة وهم بربهم يعدلون  

[ ص: 377 ] سيقول الذين أشركوا مع الله آلهة، يعني مشركي العرب، لو شاء الله ما أشركنا ولا أشرك آباؤنا ولا حرمنا من شيء ، يعني الحرث، والأنعام، ولكن الله أمر بتحريمه، كذلك ، يعني هكذا كذب الذين من قبلهم من الأمم الخالية رسلهم، كما كذب كفار مكة بمحمد صلى الله عليه وسلم، حتى ذاقوا بأسنا ، يعني عذابنا، قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ، يعني بيانا من الله بتحريمه فتبينوه لنا، يقول الله: إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون ، الكذب قل لهم يا محمد: فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين لدينه، قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا الحرث والأنعام، فإن شهدوا أن الله حرمه، فلا تشهد معهم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن لا يصدق قولهم، ولا تتبع أهواء الذين كذبوا بآياتنا ، يعني القرآن الذي فيه تحليل ما حرموا، والذين لا يؤمنون بالآخرة ، يعني لا يصدقون بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال، و الذين وهم بربهم يعدلون ، يعني يشركون.

التالي السابق


الخدمات العلمية