ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات فاسأل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا
ولقد آتينا ، يعني أعطينا موسى تسع آيات بينات ، يعني واضحات: اليد، والعصا بالأرض المقدسة، وسبع آيات بأرض مصر : الطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم، والسنين، والطمس على الدنانير والدراهم، أولها العصا، وآخرها الطمس، فاسأل بني إسرائيل عن ذلك، إذ جاءهم موسى بالهدى، فقال له فرعون إني لأظنك ، يقول: إني لأحسبك، يا موسى مسحورا ، يعني مغلوبا على عقله.
[ ص: 275 ] قال موسى لفرعون: لقد علمت يا فرعون ، ما أنزل هؤلاء هؤلاء الآيات التسع، إلا رب السماوات والأرض بصائر ، يعني تبصرة وتذكرة، ولن يقدر أحد على أن يأتي أحد بآية واحدة مثل هذه، وإني لأظنك ، يعني لأحسبك، يا فرعون مثبورا ، يعني ملعونا، اسمه: فيطوس.
فأراد أن يستفزهم من الأرض ، يعني أن يخرجهم من أرض مصر ، مثل قوله سبحانه: وإن كادوا ليستفزونك من الأرض ليخرجوك منها ، يعني أرض المدينة ، فأغرقناه ومن معه جميعا من الجنود.