ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله واذكر ربك إذا نسيت وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من ولي ولا يشرك في حكمه أحدا
ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله يقول : إلا أن تستثني .
قال : المعنى : إلا أن تقول : إن شاء الله ؛ فأضمر القول ؛ ذكره محمد أبو عبيد .
وقوله : واذكر ربك إذا نسيت .
قال يحيى : " بلغنا أن قال لهم رسول الله عليه السلام : أخبركم عنها غدا . ولم يستثن ؛ فأنزل الله هذه الآية " . اليهود لما سألت رسول الله عن أصحاب الكهف
قال الحسن : إلا أن يشاء الله ، وأمر أن يستثني إذا ذكر ؛ فكان أمر ألا يقول لشيء في الغيب : إني فاعل ذلك غدا ، دون أن يستثني : الحسن يقول : إذا حلف الرجل على شيء وهو ذاكر للاستثناء ، ولم يستثن فلا ثنيا له ، وإن حلف على شيء وهو ناس للاستثناء فله ثنياه ما دام في مجلسه ذلك تكلم أو لم يتكلم .
[ ص: 56 ] وقل عسى أن يهدين ربي لأقرب من هذا رشدا قال : قيل : المعنى : عسى ربي أن يعطيني من محمد ما يكون أقرب في الرشد ، وأدل من الآيات والدلالات على النبوة قصة أصحاب الكهف .
ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة ثم أخبر ما تلك الثلاثمائة ، فقال : سنين .
قال : (سنين) عطف على ثلاثمائة ؛ وهذا العطف يسميه النحويون : عطف البيان والتوكيد . محمد
قوله : وازدادوا تسعا أي : تسع سنين . تفسير : قال : هذا قول أهل الكتاب ، رجع إلى أول الكلام قتادة سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم ويقولون : ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا .
قال : فرد الله على نبيه فقال : قتادة قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السماوات والأرض أي : يعلم غيب السماوات والأرض أبصر به وأسمع يقول : ما أبصره وما أسمعه!
قوله : ما لهم من دونه من ولي يمنعهم من عذاب الله ولا يشرك في حكمه أحدا أي : ولا يشرك الله في حكمه أحدا .