فيقال : الكلام على هذا من وجوه :
أحدها : أن يقال . أولا : إن قول القائل : ( إن مسألة . ) كذب الإمامة أهم المطالب في أحكام الدين ، وأشرف مسائل المسلمين [1] بإجماع المسلمين سنيهم ، وشيعيهم ، بل هذا [2] كفر .
فإن الإيمان بالله ، ورسوله أهم من مسألة الإمامة ، وهذا معلوم بالاضطرار من دين الإسلام ، فالكافر لا يصير مؤمنا [3] حتى يشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله [4] ، وهذا هو الذي قاتل عليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - الكفار أولا [5] ، كما استفاض عنه في الصحاح ، وغيرها أنه قال : ( [6] : ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، فقد عصموا مني [ ص: 76 ] دماءهم ، وأموالهم إلا بحقها . ) أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله . ) ، وفي رواية [7] .
وقد قال تعالى : ( فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم ) [ سورة التوبة : 5 ] ، ( 2 فأمر بتخلية سبيلهم إذا تابوا من الشرك ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة 2 ) [8] ( 3 [ وكذلك قال . لما بعثه إلى لعلي خيبر ] 3 ) [9] .
وكذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يسير في الكفار ، فيحقن دماءهم بالتوبة من الكفر لا يذكر لهم الإمامة بحال ، وقد قال تعالى بعد هذا : ( فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ) [ سورة التوبة : 11 ] ، فجعلهم إخوانا في الدين بالتوبة ( 4 وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، ولم يذكر الإمامة بحال .
ومن المتواتر 4 ) [10] أن [11] الكفار على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانوا إذا أسلموا أجرى عليهم أحكام الإسلام ، ولم يذكر لهم الإمامة [ ص: 77 ] بحال [12] ، ولا نقل هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [13] أحد من أهل العلم لا نقلا خاصا [14] ، ولا عاما ، بل نحن نعلم بالاضطرار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه لم يكن [15] يذكر للناس إذا أرادوا الدخول في دينه الإمامة لا مطلقا ، ولا معينا ، فكيف تكون أهم المطالب في أحكام الدين ؟ .
ومما يبين ذلك أن الإمامة - بتقدير الاحتياج إلى معرفتها - لا يحتاج إليها من مات على عهد النبي . [16] - صلى الله عليه وسلم - من الصحابة ، ولا يحتاج إلى التزام حكمها من عاش منهم إلى [17] بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أوليس الذين آمنوا بالنبي . [ - صلى الله عليه وسلم - ] فكيف يكون أشرف مسائل المسلمين ، وأهم المطالب في الدين لا يحتاج إليه أحد على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ [18] في حياته ، واتبعوه باطنا ، وظاهرا ، ولم يرتدوا ، ولم يبدلوا هم أفضل الخلق باتفاق المسلمين : أهل السنة ، والشيعة ؟ فكيف يكون أفضل المسلمين لا يحتاج إلى أهم المطالب في الدين ، وأشرف مسائل المسلمين ؟ .