الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الثاني :

                  أن يقال : أصول الدين عن الإمامية أربعة : التوحيد ، والعدل ، والنبوة ، والإمامة ، فالإمامة [1] هي آخر المراتب ، والتوحيد ، والعدل ، والنبوة [2] قبل ذلك ، وهم يدخلون في التوحيد نفي الصفات ، والقول بأن القرآن مخلوق ، وأن الله لا يرى في الآخرة ، ويدخلون في العدل التكذيب بالقدر [3] ، وأن الله لا يقدر أن يهدي من يشاء ، ولا يقدر أن يضل من يشاء ، وأنه قد يشاء ما لا يكون ، ويكون ما لا يشاء ، وغير ذلك ، فلا يقولون : إنه [ ص: 100 ] خالق [4] كل شيء ، ولا إنه على كل شيء قدير ، ولا إنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن لكن التوحيد ، والعدل ، والنبوة مقدم [5] على الإمامة ، فكيف تكون [ الإمامة ] [6] أشرف ، وأهم ؟ .

                  وأيضا : فإن الإمامة [7] إنما أوجبوها لكونها لطفا في الواجبات ، فهي . واجبة الوسائل ، فكيف تكون الوسيلة أهم ، وأشرف [8] من المقصود ؟ .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية