الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الرابع :

                  أن يقال : قوله : ( التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة . ) كلام باطل ، فإن مجرد معرفة الإنسان [1] إمام وقته ، وإدراكه [2] بعينه لا يستحق به الكرامة إن لم يوافق أمره ، ونهيه [3] ، وإلا فليست معرفة إمام الوقت بأعظم من معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ومن عرف أن محمدا رسول الله ، فلم يؤمن به ، ولم يطع أمره لم [4] يحصل له شيء من الكرامة ، ولو آمن بالنبي ، وعصاه ، فضيع الفرائض ، وتعدى الحدود [5] كان مستحقا للوعيد عند الإمامية ، وسائر طوائف المسلمين ، فكيف بمن عرف الإمام ، وهو مضيع للفرائض متعد للحدود .

                  [ ص: 106 ] وكثير من هؤلاء يقول : حب علي حسنة لا يضر معها سيئة [6] ، وإن [7] كانت السيئات لا تضر مع حب علي ، فلا حاجة إلى الإمام المعصوم الذي هو لطف في التكليف ، فإنه إذا لم يوجد إنما توجد سيئات ومعاص ، فإن كان حب علي كافيا ، فسواء . وجد الإمام أو لم يوجد .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية