الوجه الرابع :
أن يقال : قوله : ( التي يحصل بسبب إدراكها . ) كلام باطل ، فإن مجرد معرفة الإنسان نيل درجة الكرامة [1] إمام وقته ، وإدراكه [2] بعينه لا يستحق به الكرامة إن لم يوافق أمره ، ونهيه [3] ، وإلا فليست معرفة إمام الوقت بأعظم من معرفة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، ومن عرف أن محمدا رسول الله ، فلم يؤمن به ، ولم يطع أمره لم [4] يحصل له شيء من الكرامة ، ولو آمن بالنبي ، وعصاه ، فضيع الفرائض ، وتعدى الحدود [5] كان مستحقا للوعيد عند الإمامية ، وسائر طوائف المسلمين ، فكيف بمن عرف الإمام ، وهو مضيع للفرائض متعد للحدود .
[ ص: 106 ] وكثير من هؤلاء يقول : حب حسنة لا يضر معها سيئة علي [6] ، وإن [7] كانت السيئات لا تضر مع حب ، فلا حاجة إلى الإمام المعصوم الذي هو لطف في التكليف ، فإنه إذا لم يوجد إنما توجد سيئات ومعاص ، فإن كان حب علي كافيا ، فسواء . وجد الإمام أو لم يوجد . علي