( فصل ) والمقصود هنا أن يقال لهذا الإمامي وأمثاله : ناظروا إخوانكم هؤلاء الرافضة في التوحيد ، وأقيموا الحجة على صحة قولكم ثم ادعوا إلى ذلك ، ودعوا أهل السنة والتعرض لهم [1] ، فإن هؤلاء يقولون : إن قولهم في التوحيد هو الحق ، وهم [2] كانوا في عصر وأمثاله ، فهم يدعون أنهم أعلم منكم بأقوال الأئمة ، لا سيما وقد استفاض عن جعفر الصادق جعفر الصادق [3] أنه سئل عن فقال : ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله . ( 7 [ وهذا مما اقتدى به القرآن : أخالق هو أم مخلوق ؟ في المحنة ، فإن الإمام أحمد جعفر 7 ) [4] بن محمد من أئمة الدين باتفاق أهل السنة
[ ص: 246 ] وهذا قول السلف قاطبة من الصحابة والتابعين لهم بإحسان [5] وسائر أئمة المسلمين : أن [6] ليس بمخلوق ، ولكنهم لم يقولوا ما قاله ابن كلاب [ ومن اتبعه من ] أنه القرآن كلام الله ] [7] قديم لازم لذات الله ، وأن [8] الله لا يتكلم [9] بمشيئته وقدرته ، بل هذا قول محدث أحدثه ابن كلاب [10] واتبعه عليه طوائف .
وأما السلف فقولهم [11] إنه لم يزل متكلما ، وإنه [12] يتكلم بمشيئته وقدرته [13] .
( * وكذلك قالوا بلزوم الفاعلية ، ونقلوا عن [14] بن محمد أنه قال بدوام الفاعلية المتعدية ، وأنه لم يزل محسنا بما لم يزل [ ص: 247 ] فيما جعفر [ الصادق ] [15] لم يزل إلى ما لم يزل ، كما نقل ذلك عنه [ بإسناده ] الثعلبي [16] في تفسير قوله : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا ) [ سورة المؤمنون : 115 ] ، مع قول [17] جعفر وسائر المسلمين وأهل الملل وجماهير العقلاء من غير أهل الملل أن الله تعالى خالق كل شيء ، وأن ما سواه محدث [ كائن بعد أن لم يكن ] [18] ، ليس [ مع ] [19] الله شيء من العالم قديم بقدم الله * ) [20] .
وأما هشام بن الحكم وهشام بن سالم وغيرهما من شيوخ الإمامية فكانوا يقولون : [ إن ] [21] القرآن ليس بخالق ولا مخلوق ( 7 ولكنه كلام الله 7 ) [22] ، كما قاله [23] و [ سائر ] أئمة السنة جعفر بن محمد [24] ( * ولكن لا أعرف هل يقولون بدوام كونه متكلما بمشيئته ، كما يقوله أئمة أهل السنة ، أم [ ص: 248 ] يقولون : تكلم بعد أن لم يكن متكلما ، كما تقوله الكرامية وغيرهم * ) [25] .