الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  [ ص: 452 ] فصل

                  وأما قوله [1] . : " وأن [2] . الأئمة معصومون كالأنبياء في ذلك " [3] . .

                  فهذه خاصة الرافضة الإمامية التي لم يشركهم فيها أحد - لا الزيدية الشيعة ولا ( 4 سائر طوائف المسلمين - إلا من هو شر منهم كالإسماعيلية الذين يقولون بعصمة بني عبيد : 4 ) [4] . المنتسبين إلى محمد بن إسماعيل بن جعفر ، القائلين بأن الإمامة بعد جعفر [ في محمد بن إسماعيل ] [5] . دون موسى بن جعفر ، وأولئك ملاحدة [ منافقون ] [6] . .

                  والإمامية الاثنا عشرية [7] . خير منهم بكثير ، فإن الإمامية مع [ فرط ] [8] . جهلهم وضلالهم فيهم خلق مسلمون باطنا وظاهرا ليسوا زنادقة منافقين ، لكنهم جهلوا وضلوا واتبعوا أهواءهم ، وأما أولئك فأئمتهم الكبار [9] . العارفون بحقيقة دعوتهم [10] . الباطنية [11] . زنادقة منافقون ، وأما [ ص: 453 ] عوامهم الذين لم يعرفوا باطن أمرهم فقد يكونون [12] . مسلمين .

                  وأما المسائل المتقدمة فقد شرك غير الإمامية فيها بعض الطوائف ، إلا [13] . غلوهم في عصمة الأنبياء فلم يوافقهم عليه أحد أيضا ، حيث ادعوا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يسهو ، فإن هذا لا يوافقهم عليه أحد فيما علمت [14] " . ، اللهم إلا أن يكون من غلاة جهال النساك ، فإن بينهم وبين الرافضة قدرا مشتركا في الغلو وفي الجهل والانقياد لما لا يعلم صحته ، والطائفتان تشبهان النصارى في ذلك . [ وقد يقرب [15] . إليهم بعض المصنفين في الفقه [16] . من الغلاة في مسألة العصمة ] [17] . .

                  والكلام في أن هؤلاء أئمة فرض الله الإيمان بهم [18] . وتلقي الدين منهم دون غيرهم ، [ ثم ] [19] . في عصمتهم عن الخطأ ، فإن كلا من هذين [20] . القولين مما [21] . لا يقوله إلا مفرط في الجهل أو مفرط في اتباع الهوى أو في كليهما [22] . ، فمن عرف دين الإسلام وعرف حال هؤلاء ، كان عالما [ ص: 454 ] بالاضطرار من دين محمد - صلى الله عليه وسلم - - بطلان هذا القول ، لكن الجهل لا حد له ، وهو هنا لم يذكر حجة غير حكاية المذهب فأخرنا الرد إلى موضعه .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية