الوجه الثالث : أنه من المعلوم أن ، ويقف اللفظ المشهور في اللغة الذي يتكلم به الخاص والعام ويقصدون معناه لا يجوز أن يكون معناه مما يخفى تصوره على أكثر الناس [1] العلم بصحة ذلك المعنى [2] على أدلة دقيقة عقلية ، ويتنازع فيها العقلاء ، فإن الناطقين به جميعهم متفقون على إرادة المعنى الذي يدل اللفظ عليه في اللغة ، ( وما كان دقيقا لا يفهمه أكثر الناس لا يكون مراد الناطقين به وكذلك ما كان متنازعا فيه . ولهذا قال من قال من الأصوليين : اللفظ المشهور لا يجوز أن يكون موضوعا لمعنى خفي لا يعلمه إلا خواص الناس ، كلفظ " الحركة " ونحوه . ومعلوم أن لفظ " الجسم " مشهور في لغة العرب ) [3] ، مع عدم تصور أكثرهم للتركيب ، وعدم علمهم بدليل التركيب ، وإنكار كثير منهم للتركيب من الجواهر الفردة والمادة والصورة . وهذا مما يعلم به قطعا أنه ليس موضوعه في اللغة ما تنازع فيه النظار ، ومعرفته تتوقف [4] على النظر والأدلة الخفية .