الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وإذا تبين هذا فقول هذا المصنف وأشباهه : " قول المشبهة " : إن أراد بالمشبهة من أثبت من الأسماء ما يسمى به الرب والعبد فطائفته [1] وجميع الناس مشبهة .

                  وإن أراد به من جعل صفات الرب مثل صفات العبد : فهؤلاء مبطلون ضالون ، وهم في الشيعة [2] أكثر منهم في غيرهم ، وليس هؤلاء طائفة معينة من أهل السنة والجماعة .

                  وإن قال : أردت به من يثبت الصفات الخبرية [3] كالوجه واليدين والاستواء ونحو ذلك .

                  قيل له أولا : ليس في هؤلاء [4] من التشبيه ما امتازوا به عن غيرهم ، فإن هؤلاء يصرحون بأن صفات الله ليست كصفات الخلق ، وأنه منزه عما يختص بالمخلوقين من الحدوث والنقص وغير ذلك ، فإن كان [ هذا ] تشبيها [5] لكون العباد لهم ما يسمى بهذه الأسماء ، كان جميع الصفاتية [ ص: 599 ] مشبهة ، بل [6] والمعتزلة والفلاسفة أيضا مشبهة لأنهم يقولون : حي عليم قدير ، ويقولون : موجود وحقيقة وذات ونفس ، والفلاسفة تقول : عاقل ومعقول وعقل ، ولذيذ وملتذ [7] ولذة ، وعاشق ومعشوق وعشق ، وغير ذلك من الأسماء الموجودة في المخلوقات .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية