فصل
قال الرافضي
[1] : " البرهان السادس والعشرون :
nindex.php?page=treesubj&link=28833قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) [ سورة الحديد : 19 ] روى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد بن حنبل بإسناده عن
[2] أبي ليلى ، عن أبيه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
[ ص: 223 ] "
الصديقون ثلاثة : حبيب بن موسى النجار مؤمن آل ياسين ، الذي قال : يا قوم اتبعوا المرسلين . وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله . nindex.php?page=showalam&ids=8وعلي بن أبي طالب الثالث [3] ، وهو أفضلهم . ونحوه روى
ابن المغازلي [4] الفقيه
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي [5] وصاحب كتاب " الفردوس " . وهذه فضيلة تدل على إمامته " .
والجواب من وجوه : أحدها : المطالبة بصحة الحديث ، وهذا ليس في مسند
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد . ومجرد روايته له في الفضائل ، لو كان رواه ؛ لا يدل على صحته عنده باتفاق أهل العلم ، فإنه يروي ما رواه الناس ، وإن لم تثبت صحته . وكل من عرف العلم يعلم أنه
[6] ليس كل حديث رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد في الفضائل ونحوه يقول : إنه صحيح ، بل ولا كل حديث رواه في مسنده يقول : إنه صحيح ، بل أحاديث مسنده هي التي رواها الناس عمن هو معروف عند الناس بالنقل ولم يظهر كذبه ، وقد يكون في بعضها علة تدل على أنه ضعيف ، بل باطل . لكن غالبها وجمهورها أحاديث جيدة يحتج بها ، وهي أجود من أحاديث سنن
nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود . وأما ما رواه في الفضائل فليس من هذا الباب عنده .
والحديث قد يعرف أن محدثه غلط فيه ، أو كذبه من غير علم
[7] بحال المحدث ، بل بدلائل أخر .
[ ص: 224 ] والكوفيون كان قد اختلط كذبهم بصدقهم ، فقد يخفى كذب أحدهم أو غلطه على المتأخرين ، ولكن يعرف ذلك بدليل آخر . فكيف وهذا الحديث لم يروه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : لا في المسند ولا في كتاب " الفضائل " ، وإنما هو من زيادات
nindex.php?page=showalam&ids=15018القطيعي [8] رواه
[9] عن
محمد بن يونس القرشي ، حدثنا
الحسن بن محمد الأنصاري [10] حدثنا
عمرو [11] بن جميع حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى [12] ( 6 عن أخيه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16330عبد الرحمن بن أبي ليلى [13] 6 ) [ عن أبيه ]
[14] قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره
[15] .
[ ص: 225 ] ورواه
nindex.php?page=showalam&ids=15018القطيعي أيضا من طريق آخر قال
[16] : كتب إلينا
عبد الله بن غنام الكوفي [17] يذكر أن
الحسن بن عبد الرحمن بن أبي ليلى المكفوف حدثهم قال : حدثنا
[18] عمرو بن جميع حدثنا
محمد بن أبي ليلى عن
عيسى [19] ثم ذكر الحديث
[20] .
وعمرو بن جميع ممن لا يحتج بنقله ، بل قال
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابن عدي : يتهم
[21] بالوضع . قال
يحيى : كذاب خبيث . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني : متروك . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات ، والمناكير عن المشاهير ، لا يحل
[22] كتب حديثه إلا على سبيل الاعتبار
[23] .
الثاني : أن هذا
[24] الحديث موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
الثالث : أن في الصحيح من غير وجه تسمية غير علي صديقا ، كتسمية
nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق ، فكيف يقال : الصديقون الثلاثة ؟
وفي الصحيحين عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس nindex.php?page=hadith&LINKID=653423أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صعد أحدا ، [ ص: 226 ] وتبعه [25] nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان ، فرجف بهم ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اثبت أحد ; فما عليك إلا نبي أو صديق وشهيدان "
[26] . ورواه الإمام
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد عن
يحيى بن سعيد عن
قتادة عن
nindex.php?page=showalam&ids=9أنس [27] . وفي رواية "
nindex.php?page=hadith&LINKID=702590ارتج بهم أحد [28] " .
وفي الصحيح
[29] عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661729عليكم بالصدق ; فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإياكم والكذب ; فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، والفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا "
[30] .
الوجه الرابع : أن الله تعالى قد سمى
مريم صديقة ، فكيف يقال : الصديقون ثلاثة ؟ !
[ ص: 227 ] الوجه الخامس : أن قول القائل : الصديقون ثلاثة ، إن أراد به أنه لا صديق إلا هؤلاء ، فإنه
[31] كذب مخالف للكتاب والسنة وإجماع المسلمين . وإن أراد
[32] أن الكامل في الصديقية هم الثلاثة ، فهو أيضا خطأ ; لأن أمتنا خير أمة أخرجت للناس ; فكيف يكون المصدق
بموسى ورسل
عيسى أفضل من المصدقين
بمحمد ؟ !
والله تعالى لم يسم مؤمن آل فرعون صديقا ، ولا يسمى
[33] صاحب آل ياسين صديقا ، ولكنهم صدقوا بالرسل
[34] . والمصدقون
بمحمد - صلى الله عليه وسلم - أفضل منهم .
وقد سمى الله الأنبياء صديقين في مثل قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=41واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقا نبيا ) [ سورة مريم : 41 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=56واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ) [ سورة مريم : 56 ] وقوله عن
يوسف : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=46أيها الصديق ) [ سورة يوسف : 46 ] .
الوجه السادس
[35] : أن الله تعالى قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19والذين آمنوا بالله ورسله أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم ) [ سورة الحديد : 19 ] . وهذا يقتضي أن كل مؤمن آمن
[36] بالله ورسله
[37] فهو صديق
[38] .
[ ص: 228 ] السابع : أن يقال :
nindex.php?page=treesubj&link=31293_31185_29668_28833إن كان الصديق هو الذي يستحق الإمامة ، فأحق الناس بكونه صديقا nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر ; فإنه الذي ثبت له هذا الاسم بالدلائل الكثيرة ، وبالتواتر الضروري عند الخاص والعام ، حتى إن أعداء الإسلام يعرفون ذلك ، فيكون هو المستحق للإمامة . وإن لم يكن كونه صديقا يستلزم الإمامة بطلت الحجة .
فَصْلٌ
قَالَ الرَّافِضِيُّ
[1] : " الْبُرْهَانُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ :
nindex.php?page=treesubj&link=28833قَوْلُهُ تَعَالَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) [ سُورَةُ الْحَدِيدِ : 19 ] رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ بِإِسْنَادِهِ عَنْ
[2] أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
[ ص: 223 ] "
الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ : حَبِيبُ بْنُ مُوسَى النَّجَّارُ مُؤْمِنُ آلِ يَاسِينَ ، الَّذِي قَالَ : يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ . وَحَزْقِيلُ مُؤْمِنُ آلِ فِرْعَوْنَ الَّذِي قَالَ : أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ . nindex.php?page=showalam&ids=8وَعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ الثَّالِثُ [3] ، وَهُوَ أَفْضَلُهُمْ . وَنَحْوُهُ رَوَى
ابْنُ الْمَغَازِلِيِّ [4] الْفَقِيهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13790الشَّافِعِيُّ [5] وَصَاحِبُ كِتَابِ " الْفِرْدَوْسِ " . وَهَذِهِ فَضِيلَةٌ تَدُلُّ عَلَى إِمَامَتِهِ " .
وَالْجَوَابُ مِنْ وُجُوهٍ : أَحَدُهَا : الْمُطَالَبَةُ بِصِحَّةِ الْحَدِيثِ ، وَهَذَا لَيْسَ فِي مُسْنَدِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدَ . وَمُجَرَّدُ رِوَايَتِهِ لَهُ فِي الْفَضَائِلِ ، لَوْ كَانَ رَوَاهُ ؛ لَا يَدُلُّ عَلَى صِحَّتِهِ عِنْدَهُ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ ، فَإِنَّهُ يَرْوِي مَا رَوَاهُ النَّاسُ ، وَإِنْ لَمْ تَثْبُتْ صِحَّتُهُ . وَكُلُّ مَنْ عَرَفَ الْعِلْمَ يَعْلَمُ أَنَّهُ
[6] لَيْسَ كُلُّ حَدِيثٍ رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ فِي الْفَضَائِلِ وَنَحْوِهِ يَقُولُ : إِنَّهُ صَحِيحٌ ، بَلْ وَلَا كُلُّ حَدِيثٍ رَوَاهُ فِي مُسْنَدِهِ يَقُولُ : إِنَّهُ صَحِيحٌ ، بَلْ أَحَادِيثُ مُسْنَدِهِ هِيَ الَّتِي رَوَاهَا النَّاسُ عَمَّنْ هُوَ مَعْرُوفٌ عِنْدَ النَّاسِ بِالنَّقْلِ وَلَمْ يَظْهَرْ كَذِبُهُ ، وَقَدْ يَكُونُ فِي بَعْضِهَا عِلَّةٌ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ ضَعِيفٌ ، بَلْ بَاطِلٌ . لَكِنَّ غَالِبَهَا وَجُمْهُورَهَا أَحَادِيثُ جَيِّدَةٌ يُحْتَجُّ بِهَا ، وَهِيَ أَجْوَدُ مِنْ أَحَادِيثِ سُنَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11998أَبِي دَاوُدَ . وَأَمَّا مَا رَوَاهُ فِي الْفَضَائِلِ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ عِنْدَهُ .
وَالْحَدِيثُ قَدْ يُعْرَفُ أَنَّ مُحَدِّثَهُ غَلِطَ فِيهِ ، أَوْ كَذَّبَهُ مِنْ غَيْرِ عِلْمٍ
[7] بِحَالِ الْمُحَدِّثِ ، بَلْ بِدَلَائِلَ أُخَرَ .
[ ص: 224 ] وَالْكُوفِيُّونَ كَانَ قَدِ اخْتَلَطَ كَذِبُهُمْ بِصِدْقِهِمْ ، فَقَدْ يَخْفَى كَذِبُ أَحَدِهِمْ أَوْ غَلَطُهُ عَلَى الْمُتَأَخِّرِينَ ، وَلَكِنْ يُعْرَفُ ذَلِكَ بِدَلِيلٍ آخَرَ . فَكَيْفَ وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ : لَا فِي الْمُسْنَدِ وَلَا فِي كِتَابِ " الْفَضَائِلِ " ، وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ زِيَادَاتِ
nindex.php?page=showalam&ids=15018الْقُطَيْعِيِّ [8] رَوَاهُ
[9] عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ يُونُسَ الْقُرَشِيِّ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ [10] حَدَّثَنَا
عَمْرُو [11] بْنُ جُمَيْعٍ حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=12526ابْنُ أَبِي لَيْلَى [12] ( 6 عَنْ أَخِيهِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16330عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى [13] 6 ) [ عَنْ أَبِيهِ ]
[14] قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَذَكَرَهُ
[15] .
[ ص: 225 ] وَرَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=15018الْقُطَيْعِيُّ أَيْضًا مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ قَالَ
[16] : كَتَبَ إِلَيْنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ غَنَّامٍ الْكُوفِيُّ [17] يَذْكُرُ أَنَّ
الْحَسَنَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْمَكْفُوفَ حَدَّثَهُمْ قَالَ : حَدَّثَنَا
[18] عَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ
عِيسَى [19] ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
[20] .
وَعَمْرُو بْنُ جُمَيْعٍ مِمَّنْ لَا يُحْتَجُّ بِنَقْلِهِ ، بَلْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13357ابْنُ عَدِيٍّ : يُتَّهَمُ
[21] بِالْوَضْعِ . قَالَ
يَحْيَى : كَذَّابٌ خَبِيثٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15397النَّسَائِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=14269وَالدَّارَقُطْنِيُّ : مَتْرُوكٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13053ابْنُ حِبَّانَ : يَرْوِي الْمَوْضُوعَاتِ عَنِ الْأَثْبَاتِ ، وَالْمَنَاكِيرَ عَنِ الْمَشَاهِيرِ ، لَا يَحِلُّ
[22] كَتْبُ حَدِيثِهِ إِلَّا عَلَى سَبِيلِ الِاعْتِبَارِ
[23] .
الثَّانِي : أَنَّ هَذَا
[24] الْحَدِيثَ مَوْضُوعٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - .
الثَّالِثُ : أَنَّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ تَسْمِيَةَ غَيْرِ عَلِيٍّ صِدِّيقًا ، كَتَسْمِيَةِ
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ ، فَكَيْفَ يُقَالُ : الصِّدِّيقُونَ الثَّلَاثَةُ ؟
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ nindex.php?page=hadith&LINKID=653423أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - صَعِدَ أُحُدًا ، [ ص: 226 ] وَتَبِعَهُ [25] nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ nindex.php?page=showalam&ids=2وَعُمَرُ nindex.php?page=showalam&ids=7وَعُثْمَانُ ، فَرَجَفَ بِهِمْ ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " اثْبُتْ أُحُدُ ; فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ وَشَهِيدَانِ "
[26] . وَرَوَاهُ الْإِمَامُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ
قَتَادَةَ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=9أَنَسٍ [27] . وَفِي رِوَايَةٍ "
nindex.php?page=hadith&LINKID=702590ارْتَجَّ بِهِمْ أُحُدٌ [28] " .
وَفِي الصَّحِيحِ
[29] عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُ قَالَ : "
nindex.php?page=hadith&LINKID=661729عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ ; فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ ، وَالْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا ، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ ; فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ ، وَالْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ ، وَلَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا "
[30] .
الْوَجْهُ الرَّابِعُ : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ سَمَّى
مَرْيَمَ صِدِّيقَةً ، فَكَيْفَ يُقَالُ : الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ ؟ !
[ ص: 227 ] الْوَجْهُ الْخَامِسُ : أَنَّ قَوْلَ الْقَائِلِ : الصِّدِّيقُونَ ثَلَاثَةٌ ، إِنْ أَرَادَ بِهِ أَنَّهُ لَا صِدِّيقَ إِلَّا هَؤُلَاءِ ، فَإِنَّهُ
[31] كَذِبٌ مُخَالِفٌ لِلْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ . وَإِنْ أَرَادَ
[32] أَنَّ الْكَامِلَ فِي الصِّدِّيقِيَّةِ هُمُ الثَّلَاثَةُ ، فَهُوَ أَيْضًا خَطَأٌ ; لِأَنَّ أُمَّتَنَا خَيْرُ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ; فَكَيْفَ يَكُونُ الْمُصَدِّقُ
بِمُوسَى وَرُسُلِ
عِيسَى أَفْضَلَ مِنَ الْمُصَدِّقِينَ
بِمُحَمَّدٍ ؟ !
وَاللَّهُ تَعَالَى لَمْ يُسَمِّ مُؤْمِنَ آلِ فِرْعَوْنَ صِدِّيقًا ، وَلَا يُسَمَّى
[33] صَاحِبُ آلِ يَاسِينَ صِدِّيقًا ، وَلَكِنَّهُمْ صَدَّقُوا بِالرُّسُلِ
[34] . وَالْمُصَدِّقُونَ
بِمُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَفْضَلُ مِنْهُمْ .
وَقَدْ سَمَّى اللَّهُ الْأَنْبِيَاءَ صِدِّيقِينَ فِي مِثْلِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=41وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ) [ سُورَةُ مَرْيَمَ : 41 ] ، (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=56وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ) [ سُورَةُ مَرْيَمَ : 56 ] وَقَوْلِهِ عَنْ
يُوسُفَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=46أَيُّهَا الصِّدِّيقُ ) [ سُورَةُ يُوسُفَ : 46 ] .
الْوَجْهُ السَّادِسُ
[35] : أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=57&ayano=19وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) [ سُورَةُ الْحَدِيدِ : 19 ] . وَهَذَا يَقْتَضِي أَنَّ كُلَّ مُؤْمِنٍ آمَنَ
[36] بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
[37] فَهُوَ صِدِّيقٌ
[38] .
[ ص: 228 ] السَّابِعُ : أَنْ يُقَالَ :
nindex.php?page=treesubj&link=31293_31185_29668_28833إِنْ كَانَ الصِّدِّيقُ هُوَ الَّذِي يَسْتَحِقُّ الْإِمَامَةَ ، فَأَحَقُّ النَّاسِ بِكَوْنِهِ صِدِّيقًا nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ ; فَإِنَّهُ الَّذِي ثَبَتَ لَهُ هَذَا الِاسْمُ بِالدَّلَائِلِ الْكَثِيرَةِ ، وَبِالتَّوَاتُرِ الضَّرُورِيِّ عِنْدَ الْخَاصِّ وَالْعَامِّ ، حَتَّى إِنَّ أَعْدَاءَ الْإِسْلَامِ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ ، فَيَكُونُ هُوَ الْمُسْتَحِقَّ لِلْإِمَامَةِ . وَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَوْنُهُ صِدِّيقًا يَسْتَلْزِمُ الْإِمَامَةَ بَطَلَتِ الْحُجَّةُ .