الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أو كصيب من السماء  

                                                                                                                                                                                                                                      مردود على قوله: مثلهم كمثل الذي استوقد نارا أو كصيب :

                                                                                                                                                                                                                                      أو كمثل صيب، فاستغني بذكر الذي استوقد نارا فطرح ما كان ينبغي أن يكون مع الصيب من الأسماء، ودل عليه المعنى؛ لأن المثل ضرب للنفاق، فقال:

                                                                                                                                                                                                                                      فيه ظلمات ورعد وبرق فشبه الظلمات بكفرهم، والبرق إذا أضاء لهم فمشوا فيه بإيمانهم، والرعد ما أتى في القرآن من التخويف. وقد قيل فيه وجه آخر قيل: إن الرعد إنما ذكر مثلا لخوفهم من القتال إذا دعوا إليه. ألا ترى أنه قد قال في موضع آخر: يحسبون كل صيحة عليهم أي: يظنون أنهم أبدا مغلوبون.

                                                                                                                                                                                                                                      ثم قال: يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت فنصب حذر على غير وقوع من الفعل عليه لم ترد يجعلونها حذرا، إنما هو كقولك: أعطيتك خوفا وفرقا. فأنت لا تعطيه الخوف، وإنما تعطيه من أجل الخوف فنصبه على التفسير ليس بالفعل، كقوله جل وعز: ويدعوننا رغبا ورهبا . وكقوله: ادعوا ربكم تضرعا وخفية والمعرفة والنكرة تفسران في هذا الموضع، وليس نصبه على طرح من . وهو مما قد يستدل به المبتدئ للتعليم.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية