وقوله: يكاد البرق يخطف أبصارهم
والقراء تقرأ يخطف أبصارهم بنصب الياء والخاء والتشديد. وبعضهم ينصب الياء ويخفض الخاء ويشدد الطاء فيقول: "يخطف" . وبعضهم يكسر [ ص: 18 ] الياء والخاء ويشدد فيقول: "يخطف" . وبعض من قراء أهل المدينة يسكن الخاء والطاء فيجمع بين ساكنين فيقول: يخطف . فأما من قال: "يخطف" فإنه نقل إعراب التاء المدغمة إلى الخاء إذ كانت منجزمة. وأما من كسر الخاء فإنه طلب كسرة الألف التي في اختطف والاختطاف، وقد قال فيه بعض النحويين: إنما كسرت الخاء لأنها سكنت وأسكنت التاء بعدها فالتقى ساكنان فخفضت الأول كما قال: اضرب الرجل فخفضت الباء لاستقبالها اللام.
وليس الذي قالوا بشيء؛ لأن ذلك لو كان كما قالوا لقالت العرب في يمد: يمد؛ لأن الميم [كانت] ساكنة وسكنت الأولى من الدالين. ولقالوا في يعض: يعض. وأما من خفض الياء والخاء فإنه أيضا من طلبه كسرة الألف لأنها كانت في ابتداء الحرف مكسورة. وأما من جمع بين الساكنين فإنه كمن بنى على التبيان إلا أنه إدغام خفي. وفي قوله: أمن لا يهدي إلا أن يهدى وفي قوله: تأخذهم وهم يخصمون مثل ذلك التفسير إلا أن قد قرأ: حمزة الزيات تأخذهم وهم يخصمون بتسكين الخاء، فهذا معنى سوى ذلك.