العرب تجعل (ما) صلة في المعرفة والنكرة واحدا.
قال الله فبما نقضهم ميثاقهم والمعنى فبنقضهم، وعما قليل ليصبحن نادمين والمعنى: عن قليل. والله أعلم. وربما جعلوه اسما وهي في مذهب [ ص: 245 ] الصلة فيجوز فيما بعدها الرفع على أنه صلة، والخفض على إتباع الصلة لما قبلها كقول الشاعر:
فكفى بنا فضلا على من غيرنا حب النبي محمد إيانا
وترفع (غير) إذا جعلت صلة بإضمار (هو) ، وتخفض على الإتباع لمن، وقال الفرزدق:
إني وإياك إن بلغن أرحلنا كمن بواديه بعد المحل ممطور
فهذا مع النكرات، فإذا كانت الصلة معرفة آثروا الرفع، من ذلك فبما نقضهم لم يقرأه أحد برفع ولم نسمعه. ولو قيل جاز. وأنشدونا بيت عدي:
لم أر مثل الفتيان في غير الـ أيام ينسون ما عواقبها
والمعنى: ينسون عواقبها صلة لما. وهو مما أكرهه لأن قائله يلزمه أن يقول:
" أيما الأجلان قضيت" فأكرهه لذلك ولا أرده. وقد جاء، وقد وجهه بعض النحويين إلى: ينسون أي شيء عواقبها، وهو جائز، والوجه الأول أحب إلي.
والقراء لا تقرأ بكل ما يجوز في العربية، فلا يقبحن عندك تشنيع مشنع مما لم يقرأه القراء مما يجوز [ ص: 246 ] .