فإن رفع (الصابئين) على أنه عطف على (الذين) ، و (الذين) حرف على جهة واحدة في رفعه ونصبه وخفضه، فلما كان إعرابه واحدا وكان نصب (إن) نصبا [ ص: 311 ] ضعيفا- وضعفه أنه يقع على (الاسم ولا يقع على) خبره- جاز رفع الصابئين.
ولا أستحب أن أقول: إن عبد الله وزيد قائمان لتبين الإعراب في عبد الله. وقد كان يجيزه لضعف إن. وقد أنشدونا هذا البيت رفعا ونصبا: الكسائي
فمن يك أمسى بالمدينة رحله فإني وقيارا بها لغريب
وقيار. ليس هذا بحجة في إجازته (إن عمرا وزيد قائمان) لأن قيارا قد عطف على اسم مكنى عنه، والمكنى لا إعراب له فسهل ذلك (فيه كما سهل) في (الذين) إذا عطفت عليه (الصابئون) وهذا أقوى في الجواز من (الصابئون) لأن المكنى لا يتبين فيه الرفع في حال، و (الذين) قد يقال: اللذون فيرفع في حال. للكسائي
وأنشدني بعضهم:
وإلا فاعلموا أنا وأنتم بغاة ما حيينا في شقاق
وقال الآخر:
يا ليتني وأنت يا لميس ببلد ليس به أنيس
وأنشدني بعضهم:
يا ليتني وهما نخلو بمنزلة حتى يرى بعضنا بعضا ونأتلف