الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: أتتخذنا هزوا قال  

                                                                                                                                                                                                                                      وهذا في القرآن كثير بغير الفاء؛ وذلك لأنه جواب يستغني أوله عن آخره بالوقفة عليه، فيقال: ماذا قال لك؟ فيقول القائل: قال كذا وكذا فكأن حسن [ ص: 44 ] السكوت يجوز به طرح الفاء. وأنت تراه في رءوس الآيات-؛ لأنها فصول- حسنا من ذلك: قال فما خطبكم أيها المرسلون قالوا إنا أرسلنا والفاء حسنة مثل قوله: فقال الملأ الذين كفروا ولو كان على كلمة واحدة لم تسقط العرب منه الفاء. من ذلك: قمت ففعلت، لا يقولون: قمت فعلت، ولا قلت قال، حتى يقولوا: قلت فقال، وقمت فقام؛ لأنها نسق وليست باستفهام يوقف عليه، ألا ترى أنه: قال فرعون لمن حوله ألا تستمعون قال ربكم ورب آبائكم الأولين فيما لا أحصيه. ومثله من غير الفعل كثير في كتاب الله بالواو وبغير الواو، فأما الذي بالواو فقوله: قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم ثم قال بعد ذلك: الصابرين والصادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار . وقال في موضع آخر: التائبون العابدون الحامدون وقال في غير هذا: إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم قال في الآية بعدها: إن الذين آمنوا ولم يقل: وإن؛ فاعرف بما جرى تفسير ما بقي، فإنه لا يأتي إلا على الذي أنبأتك به من الفصول أو الكلام المكتفي يأتي له جواب. وأنشدني بعض العرب:


                                                                                                                                                                                                                                      لما رأيت نبطا أنصارا


                                                                                                                                                                                                                                      شمرت عن ركبتي الإزارا     كنت لها من النصارى جارا



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية