موضع (أن) جزاء، وكان يقول في (أن) : هي في موضع خفض، وإنما هي جزاء . الكسائي
إذا كان الجزاء لم يقع عليه شيء قبله (وكان) ينوى بها الاستقبال كسرت "إن" وجزمت بها فقلت: أكرمك إن تأتني. فإن كانت ماضية قلت: أكرمك أن تأتيني. وأبين من ذلك أن تقول: أكرمك أن أتيتني كذلك قال الشاعر:
أتجزع أن بان الخليط المودع وحبل الصفا من عزة المتقطع
يريد أتجزع بأن، أو لأن كان ذلك. ولو أراد الاستقبال ومحض الجزاء لكسر "إن" وجزم بها، كقول الله جل ثناؤه: فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا فقرأها القراء بالكسر، ولو قرئت بفتح "أن" على معنى [إذ لم يؤمنوا] ولأن لم يؤمنوا، ومن أن لم يؤمنوا [لكان صوابا] وتأويل "أن" في موضع نصب؛ لأنها إنما كانت أداة بمنزلة "إذ" فهي في موضع نصب إذا ألقيت الخافض وتم [ ص: 59 ] ما قبلها، فإذا جعلت لها الفعل أو أوقعته عليها أو أحدثت لها خافضا فهي في موضع ما يصيبها من الرفع والنصب والخفض .