وقوله: إنما النسيء زيادة في الكفر كانت العرب في الجاهلية إذا أرادوا الصدر عن منى قام رجل من بني كنانة يقال له (نعيم بن ثعلبة) وكان رئيس الموسم، فيقول: أنا الذي لا أعاب ولا أجاب ولا يرد لي قضاء. فيقولون: صدقت، أنسئنا شهرا، يريدون: أخر عنا حرمة المحرم [ ص: 437 ] واجعلها في صفر، وأحل المحرم، فيفعل ذلك. وإنما دعاهم إلى ذاك توالي ثلاثة أشهر حرم لا يغيرون فيها، وإنما كان معاشهم من الإغارة، فيفعل ذلك عاما، ثم يرجع إلى المحرم فيحرمه ويحل صفرا، فذلك الإنساء. تقول إذا أخرت الرجل بدينه: أنسأته، فإذا زدت في الأجل زيادة يقع عليها تأخير قلت: قد نسأت في أيامك وفي أجلك، وكذلك تقول للرجل: نسأ الله في أجلك لأن الأجل مزيد فيه. ولذلك قيل للبن (نسأته) لزيادة الماء فيه، ونسئت المرأة إذا حبلت أي جعل زيادة الولد فيها كزيادة الماء في اللبن، وللناقة: نسأتها، أي زجرتها ليزداد سيرها.
والنسيء المصدر، ويكون المنسوء مثل القتيل والمقتول.
وقوله: يضل به الذين كفروا قرأها يضل به الذين كفروا وقرأها ابن مسعود (يضل) يجعل الفعل لهم، وقرأ زيد بن ثابت (يضل به الذين كفروا) ، كأنه جعل الفعل لهم يضلون به الناس وينسئونه لهم. الحسن البصري
وقوله: ليواطئوا عدة يقول: لا يخرجون من تحريم أربعة.