الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وجاء المعذرون  وهم الذين لهم عذر وهو في المعنى المعتذرون، ولكن التاء أدغمت عند الذال فصارتا جميعا (ذالا) مشددة، كما قيل يذكرون ويذكر. وهو مثل (يخصمون) لمن فتح الخاء، كذلك فتحت العين لأن إعراب التاء صار في العين كانت- والله أعلم- [ ص: 448 ] المعتذرون. وأما المعذر على جهة المفعل فهو الذي يعتذر بغير عذر حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال: وحدثني أبو بكر بن عياش عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس، وأبو حفص الخراز عن جويبر عن الضحاك عن ابن عباس أنه قرأ :

                                                                                                                                                                                                                                      (المعذرون) ، وقال: لعن الله المعذرين ذهب إلى من يعتذر بغير عذر. والمعذر:

                                                                                                                                                                                                                                      الذي قد بلغ أقصى العذر. والمعتذر قد يكون في معنى المعذر، وقد يكون لا عذر له.

                                                                                                                                                                                                                                      قال الله تبارك وتعالى في الذي لا عذر له:

                                                                                                                                                                                                                                      يعتذرون إليكم إذا رجعتم إليهم ثم قال: لا تعتذروا لا عذر لكم. وقال لبيد في معنى الاعتذار بالإعذار إذا جعلهما واحدا:


                                                                                                                                                                                                                                      وقوما فقولا بالذي قد علمتما ولا تخمشا وجها ولا تحلقا الشعر     إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
                                                                                                                                                                                                                                      ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر



                                                                                                                                                                                                                                      يريد: فقد أعذر.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية