الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
11- في غسل الميت وكفنه

379 - قال: حدثنا يوسف عن أبيه عن أبي حنيفة، عن حماد، عن إبراهيم، أنه قال في غسل الميت: "يجرد ويوضع على تخت، ويجعل على عورته خرقة، ثم يبدأ بوضوئه وضوءه للصلاة، يبدأ بميامنه، ولا يمضمض ولا ينشق، ويغسل رأسه ولحيته بالخطمي، ولا يسرح، ثم يضجع على شقه الأيسر، فيغسل بالماء القراح، حتى تنقيه، وترى أن الماء قد خلص إلى ما يلي التخت منه، وقد أمرت قبل ذلك بالماء فأسخن هو والسدر، فإن لم يكن سدر فحرض، فإن لم يكن واحد منهما أجزأك الماء، ثم يضجع على شقه الأيمن، فيغسل بذلك الماء حتى تنقيه، وترى أن الماء قد خلص إلى ما يلي التخت منه، ثم يقعده فيسنده إليه، فيعصر بطنه، فإن سال عنه شيء [ ص: 77 ] مسحه، ثم يضجع لشقه الأيسر فتغسله أيضا بالماء القراح، حتى تنقيه، وترى أن الماء قد خلص إلى ما يلي التخت منه، ثم تنشفه في ثوب، وقد أمرت بأكفانه وسريره فأجمر وترا، ثم تجعل الحنوط في لحيته ورأسه، ثم تجعل الكافور إن كان على مواضع السجود، ثم تلبسه قميصا إن كان، فإن لم يكن فلا يضره، وتبسط رداءه، وتبسط إزاره فوق الرداء، ثم تعطف عليه الإزار من قبل شقه الأيسر على وجهه ورأسه وسائر جسده، ثم تعطفه عليه من الجانب الأيمن كذلك وتعطف الرداء كذلك، ثم تعقد عليه أكفانه إن خفت أن ينتشر عنه كفنه، ولا يتبع بنار، فإنه كان يكره أن يكون آخر زاده من الدنيا نار يتبع بها. وذكر أن المرأة يسدل شعرها، ويسدل عليه خمارها كهيئة القناع، وتكفن المرأة في درع وإزار ولفافة وخمار وخرقة، تربط فوق الأكفان"   . قال: "وسألت أبا حنيفة عن القطن يحشى به الفم والسمع والأنف والفرج"؟ فقال: حسن، وقال أبو يوسف لا أرى بذلك بأسا. وفي حديث إبراهيم: فإذا انتهيت إلى القبر فلا يضرك كم دخله شفع أو وتر، وحل العقدة إن كنت عقدتها، ويقول الذي يضعه في القبر: بسم الله، وعلى ملة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية