[ ص: 352 ] قالوا : وقد قال الله على أفواه الأنبياء والمرسلين ، الذين تنبوا على ولادته من العذراء الطاهرة مريم  ، وعلى جميع أفعاله التي فعلها في الأرض ، وصعوده إلى السماء ، وهذه النبوات جميعها عند اليهود  مقرين ومعترفين بها ويقرؤنها في كنائسهم ، ولم ينكروا منها كلمة واحدة . 
فيقال : هذا كله مما لا ينازع المسلمون فيه ، فإنه لا ريب أنه ولد من مريم  العذراء البتول التي لم يمسها بشر قط ، وأن الله أظهر على يديه الآيات ، وأنه صعد إلى السماء ، كما أخبر الله بذلك في كتابه ، كما تقدم ذكره ، فإذا كان هذا مما أخبرت به الأنبياء في النبوات التي عند اليهود   لم ينكروا ذلك ، وإن كان اليهود  يتأولون ذلك على غير المسيح ،  كما في النبوات من البشارة بمحمد  صلى الله عليه وسلم ، فهو حق ، وإن كان الكافرون به من أهل الكتاب يتأولون ذلك على غيره . 
				
						
						
