[ ص: 335 ] وأخرج عن مسلم : أنس كسرى وقيصر وإلى كل جبار يدعوهم إلى الله عز وجل - وليس والنجاشي الذي نعاه لأصحابه في اليوم الذي مات فيه ، وخرج بهم إلى المصلى ، فصف وصلى عليه - بالنجاشي بل أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى آخر تملك بعده . النجاشي
وأخرج عن مسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أبي هريرة ، وختم بي النبيون وأرسلت إلى الناس كافة . فضلت على الأنبياء بست : أعطيت جوامع الكلم ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ،
[ ص: 336 ] وقال صلى الله عليه وسلم : . كان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة
قل ياأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض . وقال تعالى :
وقال تعالى : وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا .
وفي القرآن من اليهود والنصارى ، ومن دعوة المشركين وعباد الأوثان ، وجميع الإنس والجن ما لا يحصى إلا بكلفة ، [ ص: 337 ] وهذا كله معلوم بالاضطرار من دين الإسلام ، فكيف يقال : إنه لم يذكر أنه بعث إلا إلى العرب خاصة ، وهذه دعوته ورسله وجهاده دعوة أهل الكتاب من لليهود والنصارى والمجوس بعد المشركين ، وهذه سيرته صلى الله عليه وسلم فيهم ؟
وأيضا فالكتاب المتواتر عنه وهو القرآن يذكر فيه دعاءه لأهل الكتاب إلى الإيمان به في مواضع كثيرة جدا ، بل يذكر الله تبارك وتعالى فيه كفر من كفر من اليهود والنصارى ، ويأمر فيه بقتالهم كقوله تعالى : لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم قل فمن يملك من الله شيئا إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شيء قدير .
وقوله في هذه السورة أيضا : لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ما المسيح ابن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنى يؤفكون قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم قل ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل .
[ ص: 338 ] وقال تعالى في سورة النساء : ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا .
وقال تعالى : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون .
[ ص: 339 ] وقال تعالى : وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون .