فصل في قصة الحديبية
قال نافع : كانت سنة ست في ذي القعدة ، وهذا هو الصحيح ، وهو قول الزهري وقتادة وموسى بن عقبة ومحمد بن إسحاق وغيرهم .
وقال عن أبيه : هشام بن عروة الحديبية في رمضان ، وكانت في شوال ، وهذا وهم ، وإنما كانت غزاة الفتح في رمضان ، وقد قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبو الأسود عن عروة : إنها كانت في ذي القعدة ، على الصواب .
[ ص: 256 ] وفي " الصحيحين " عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم: ( ) . فذكر منها عمرة اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة الحديبية .
وكان معه ألف وخمسمائة ، هكذا في " الصحيحين " عن جابر وعنه فيهما : ( كانوا ألفا وأربعمائة ) ، وفيهما : عن : " كنا ألفا وثلاثمائة " . قال عبد الله بن أبي أوفى قتادة : قلت : كم كان لسعيد بن المسيب ؟ قال : خمس عشرة مائة . قال : قلت : فإن الذين شهدوا بيعة الرضوان قال : كانوا أربع عشرة مائة . قال : يرحمه الله ، أوهم ، هو حدثني أنهم كانوا خمس عشرة مائة . قلت : وقد صح عن جابر بن عبد الله جابر القولان ، وصح عنه أنهم نحروا عام الحديبية سبعين بدنة ، البدنة عن سبعة ، فقيل له : كم كنتم ؟ قال : ألفا وأربعمائة بخيلنا ورجلنا . يعني فارسهم وراجلهم ، والقلب إلى هذا أميل ، وهو قول البراء بن عازب ومعقل بن يسار في أصح [ ص: 257 ] الروايتين ، وقول وسلمة بن الأكوع المسيب بن حزن : قال شعبة : عن قتادة ، عن ، عن أبيه : سعيد بن المسيب كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ألفا وأربعمائة .
وغلط غلطا بينا من قال : كانوا سبعمائة ، وعذره أنهم نحروا يومئذ سبعين بدنة ، والبدنة قد جاء إجزاؤها عن سبعة وعن عشرة ، وهذا لا يدل على ما قاله هذا القائل ؛ فإنه قد صرح بأن البدنة كانت في هذه العمرة عن سبعة ، فلو كانت السبعون عن جميعهم لكانوا أربعمائة وتسعين رجلا ، وقد قال في تمام الحديث بعينه : إنهم ( كانوا ألفا وأربعمائة )