قوله تعالى : يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن    . روي عن عبد الله  قال : ( الجلباب الرداء )  . وقال  ابن أبي نجيح  عن  مجاهد   ( يتجلببن ليعلم أنهن حرائر ولا يعرض لهن فاسق )  . 
وروى  محمد بن سيرين  عن عبيدة   [ ص: 245 ] يدنين عليهن من جلابيبهن  قال : تقنع عبيدة  وأخرج إحدى عينيه ، وحدثنا عبد الله بن محمد  قال : حدثنا  الحسن بن أبي الربيع  قال : أخبرنا  عبد الرزاق  قال : أخبرنا  معمر  عن  الحسن  قال : ( كن إماء بالمدينة  يقال لهن : كذا وكذا يخرجن فيتعرض لهن السفهاء فيؤذوهن ، وكانت المرأة الحرة تخرج فيحسبون أنها أمة فيتعرضون لها فيؤذونها ، فأمر الله المؤمنات أن يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن أنهن حرائر فلا يؤذين ) 
وقال  ابن عباس   ومجاهد   : ( تغطي الحرة إذا خرجت جبينها ورأسها خلاف حال الإماء ) وحدثنا عبد الله بن محمد  قال : حدثنا  الحسن  قال : أخبرنا  عبد الرزاق  قال : أخبرنا  معمر  عن أبي خيثم  عن  صفية بنت شيبة  عن  أم سلمة  قالت : ( لما نزلت هذه الآية : يدنين عليهن من جلابيبهن  خرج نساء من الأنصار  كأن على رءوسهن الغربان من أكسية سود يلبسنها ) قال  أبو بكر   : في هذه الآية دلالة على أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع أهل الريب فيهن . 
وفيها دلالة على أن الأمة ليس عليها ستر وجهها وشعرها ؛ لأن قوله تعالى : ونساء المؤمنين  ظاهره أنه أراد الحرائر ، وكذا روي في التفسير ، لئلا يكن مثل الإماء اللاتي هن غير مأمورات بستر الرأس والوجه ، فجعل الستر فرقا يعرف به الحرائر من الإماء وقد روي عن  عمر  أنه كان يضرب الإماء ويقول : اكشفن رءوسكن ولا تشبهن بالحرائر 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					