قوله تعالى :
nindex.php?page=treesubj&link=25582_25588_29747_30451_30455_32424_34106_34107_34110_28973_25583nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102إنما نحن فتنة فلا تكفر فإن الفتنة ما يظهر به حال الشيء في الخير والشر ، تقول
العرب : " فتنت الذهب " إذا عرضته على النار لتعرف سلامته أو غشه والاختبار كذلك أيضا ؛ لأن الحال تظهر فتصير كالمخبرة عن نفسها . والفتنة : العذاب ، في غير هذا الموضع ، ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذوقوا فتنتكم فلما كان الملكان يظهران حقيقة السحر ومعناه قالا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102إنما نحن فتنة وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102إنما نحن فتنة بلاء وهذا سائغ أيضا ؛ لأن أنبياء الله تعالى ورسله فتنة لمن أرسلوا إليهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا ويجوز أن يريد : إنا فتنة وبلاء ؛ لأن من يعلم ذلك منهما يمكنه استعمال ذلك في الشر ولا يؤمن
[ ص: 71 ] وقوعه فيه ، فيكون ذلك محنة كسائر العبادات ، وقولهما :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102فلا تكفر يدل على أن عمل السحر كفر ؛ لأنهما يعلمانه إياه لئلا يعمل به ؛ لأنهما علماه ما السحر وكيف الاحتيال ليتجنبه ، ولئلا يتموه على الناس أنه من جنس آيات الأنبياء صلوات الله عليهم فيبطل الاستدلال بها .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=treesubj&link=25582_25588_29747_30451_30455_32424_34106_34107_34110_28973_25583nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَإِنَّ الْفِتْنَةَ مَا يَظْهَرُ بِهِ حَالُ الشَّيْءِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ ، تَقُولُ
الْعَرَبُ : " فَتَنْتُ الذَّهَبَ " إِذَا عَرَضْتَهُ عَلَى النَّارِ لِتَعْرِفَ سَلَامَتَهُ أَوْ غِشَّهُ وَالِاخْتِبَارُ كَذَلِكَ أَيْضًا ؛ لِأَنَّ الْحَالَ تَظْهَرُ فَتَصِيرُ كَالْمُخْبِرَةِ عَنْ نَفْسِهَا . وَالْفِتْنَةُ : الْعَذَابُ ، فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=51&ayano=14ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ فَلَمَّا كَانَ الْمَلَكَانِ يُظْهِرَانِ حَقِيقَةَ السِّحْرِ وَمَعْنَاهُ قَالَا
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ بَلَاءٌ وَهَذَا سَائِغٌ أَيْضًا ؛ لِأَنَّ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ تَعَالَى وَرُسُلَهُ فِتْنَةٌ لِمَنْ أُرْسِلُوا إِلَيْهِمْ لِيَبْلُوهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَيَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ : إِنَّا فِتْنَةٌ وَبَلَاءٌ ؛ لِأَنَّ مَنْ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُمَا يُمْكِنُهُ اسْتِعْمَالُ ذَلِكَ فِي الشَّرِّ وَلَا يُؤْمَنُ
[ ص: 71 ] وُقُوعُهُ فِيهِ ، فَيَكُونُ ذَلِكَ مِحْنَةً كَسَائِرِ الْعِبَادَاتِ ، وَقَوْلُهُمَا :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102فَلا تَكْفُرْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ عَمَلَ السِّحْرِ كُفْرٌ ؛ لِأَنَّهُمَا يُعَلِّمَانِهِ إِيَّاهُ لِئَلَّا يَعْمَلَ بِهِ ؛ لِأَنَّهُمَا عَلَّمَاهُ مَا السِّحْرُ وَكَيْفَ الِاحْتِيَالُ لِيَتَجَنَّبَهُ ، وَلِئَلَّا يُتِمُّوهُ عَلَى النَّاسِ أَنَّهُ مِنْ جِنْسِ آيَاتِ الْأَنْبِيَاءِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ فَيَبْطُلُ الِاسْتِدْلَالُ بِهَا .