قوله تعالى : وماذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الآخر وأنفقوا مما رزقهم الله يدل على بطلان مذهب أهل الجبر ؛ لأنهم لو لم يكونوا مستطيعين للإيمان بالله والإنفاق لما جاز أن يقال ذلك فيهم ؛ لأن عذرهم واضح وهو أنهم غير ممكنين مما دعوا إليه ولا قادرين عليه ، كما لا يقال للأعمى : " ماذا عليه لو أبصر " ولا يقال للمريض : " ماذا عليه لو كان صحيحا " ؛ وفي ذلك أوضح دليل على أن الله قطع عذرهم من فعل ما كلفهم من الإيمان وسائر الطاعات وأنهم ممكنون من فعلها .