قوله تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى الآية . فإن مشاقة رسول الله صلى الله عليه وسلم مباينته ومعاداته بأن يصير في شق غير الشق الذي هو فيه ، وكذلك قوله تعالى : إن الذين يحادون الله ورسوله هو أن يصير في حد غير حد الرسول ، وهو يعني مباينته في الاعتقاد والديانة . وقال : من بعد ما تبين له الهدى تغليظا في الزجر عنه وتقبيحا لحاله وتبيينا للوعيد فيه ؛ إذ كان معاندا بعد ظهور الآيات والمعجزات الدالة على صدق الرسول صلى الله عليه وسلم .
وقرن اتباع غير سبيل المؤمنين إلى مباينة الرسول فيما ذكر له من الوعيد ، فدل على لإلحاقه الوعيد بمن اتبع غير سبيلهم . وقوله : صحة إجماع الأمة نوله ما تولى إخبار عن براءة الله منه وأنه يكله إلى ما تولى من الأوثان واعتضد به ، ولا يتولى الله نصره ومعونته .