قوله تعالى تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون   يدل على ثلاثة معان : 
أحدها : أن الأبناء لا يثابون على طاعة الآباء ولا يعذبون على ذنوبهم . وفيه إبطال مذهب من يجيز تعذيب أولاد المشركين بذنوب الآباء ، ويبطل مذهب من يزعم من اليهود  أن الله تعالى يغفر لهم ذنوبهم بصلاح آبائهم . 
وقد ذكر الله تعالى هذا المعنى في نظائر ذلك من الآيات ، نحو قوله تعالى : ولا تكسب كل نفس إلا عليها  ولا تزر وازرة وزر أخرى  وقال : فإن تولوا فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم  وقد بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم حين قال لأبي رمثة  ورآه مع ابنه " أهو ابنك ؟ " فقال : نعم قال : أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه  . 
وقال صلى الله عليه وسلم : يا بني هاشم  لا تأتيني الناس بأعمالهم وتأتون بأنسابكم فأقول لا أغني عنكم من الله شيئا وقال صلى الله عليه وسلم : من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه  . 
				
						
						
