قوله تعالى : وأعرض عن الجاهلين أمر بترك مقابلة الجهال والسفهاء على سفههم وصيانة النفس عنهم وهذا والله أعلم يشبه أن يكون قبل الأمر بالقتال ؛ لأن الفرض كان حينئذ على الرسول إبلاغهم وإقامة الحجة عليهم ، وهو مثل قوله : " فأعرض عمن تولى عن ذكرنا ولم يرد إلا الحياة الدنيا " وأما بعد الأمر بالقتال فقد تقرر أمر المبطلين والمفسدين على وجوه معلومة من إنكار فعلهم تارة بالسيف وتارة بالسوط وتارة بالإهانة والحبس .