قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا قيل إن الفئة هي الجماعة المنقطعة عن غيرها ، وأصله من فأوت رأسه بالسيف إذا قطعته ، والمراد بالفئة هاهنا جماعة من الكفار ،
nindex.php?page=treesubj&link=8179_8178_8170فأمرهم بالثبات لهم وقتالهم ، وهو في معنى قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار الآية ، ومعناه مرتب على ما ذكر في هذه من جواز
nindex.php?page=treesubj&link=8170_8178_8179التحرف للقتال أو الانحياز إلى فئة من المسلمين ليقاتل معهم ، ومرتب أيضا على ما ذكر بعد هذا من قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله فإنما هم مأمورون بالثبات لهم إذا كان العدو مثليهم ، فإن كانوا ثلاثة أضعافهم فجائز لهم الانحياز إلى فئة من المسلمين يقاتلون معهم . وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45واذكروا الله كثيرا يحتمل وجهين :
أحدهما : ذكر الله تعالى باللسان والآخر : الذكر بالقلب ، وذلك على وجهين :
أحدهما : ذكر
[ ص: 251 ] ثواب الصبر على الثبات لجهاد أعداء الله المشركين وذكر عقاب الفرار
والثاني : ذكر دلائله ونعمه على عباده وما يستحقه عليهم من القيام بفرضه في جهاد أعدائه ، وضروب هذه الأذكار كلها تعين على الصبر والثبات ويستدعى بها النصر من الله والجرأة على العدو والاستهانة بهم .
وجائز أن يكون المراد بالآية جميع الأذكار لشمول الاسم لجميعها ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يوافق معنى الآية ، ما حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=13433عبد الباقي بن قانع قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بشر بن موسى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=15825خلاد بن يحيى قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري عن
عبد الرحمن بن زياد عن
عبد الله بن زيد عن
nindex.php?page=showalam&ids=12عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104192لا تمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا واذكروا الله كثيرا وإن أجلبوا أو ضجوا فعليكم بالصمت .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا قِيلَ إِنَّ الْفِئَةَ هِيَ الْجَمَاعَةُ الْمُنْقَطِعَةُ عَنْ غَيْرِهَا ، وَأَصْلُهُ مِنْ فَأَوَتْ رَأْسَهُ بِالسَّيْفِ إِذَا قَطَعْتَهُ ، وَالْمُرَادُ بِالْفِئَةِ هَاهُنَا جَمَاعَةٌ مِنَ الْكُفَّارِ ،
nindex.php?page=treesubj&link=8179_8178_8170فَأَمَرَهُمْ بِالثَّبَاتِ لَهُمْ وَقِتَالِهِمْ ، وَهُوَ فِي مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=15إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلا تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ الْآيَةَ ، وَمَعْنَاهُ مُرَتَّبٌ عَلَى مَا ذُكِرَ فِي هَذِهِ مِنْ جَوَازِ
nindex.php?page=treesubj&link=8170_8178_8179التَّحَرُّفِ لِلْقِتَالِ أَوِ الِانْحِيَازِ إِلَى فِئَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِيُقَاتِلَ مَعَهُمْ ، وَمُرَتَّبٌ أَيْضًا عَلَى مَا ذُكِرَ بَعْدَ هَذَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=66الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِنَّمَا هُمْ مَأْمُورُونَ بِالثَّبَاتِ لَهُمْ إِذَا كَانَ الْعَدُوُّ مِثْلَيْهِمْ ، فَإِنْ كَانُوا ثَلَاثَةَ أَضْعَافِهِمْ فَجَائِزٌ لَهُمُ الِانْحِيَازُ إِلَى فِئَةٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ مَعَهُمْ . وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=45وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : ذِكْرُ اللَّهِ تَعَالَى بِاللِّسَانِ وَالْآخَرُ : الذِّكْرُ بِالْقَلْبِ ، وَذَلِكَ عَلَى وَجْهَيْنِ :
أَحَدُهُمَا : ذِكْرُ
[ ص: 251 ] ثَوَابِ الصَّبْرِ عَلَى الثَّبَاتِ لِجِهَادِ أَعْدَاءِ اللَّهِ الْمُشْرِكِينَ وَذِكْرُ عِقَابِ الْفِرَارِ
وَالثَّانِي : ذِكْرُ دَلَائِلِهِ وَنِعَمِهِ عَلَى عِبَادِهِ وَمَا يَسْتَحِقُّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْقِيَامِ بِفَرْضِهِ فِي جِهَادِ أَعْدَائِهِ ، وَضُرُوبُ هَذِهِ الْأَذْكَارِ كُلِّهَا تُعِينُ عَلَى الصَّبْرِ وَالثَّبَاتِ وَيُسْتَدْعَى بِهَا النَّصْرُ مِنَ اللَّهِ وَالْجُرْأَةُ عَلَى الْعَدُوِّ وَالِاسْتِهَانَةُ بِهِمْ .
وَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْآيَةِ جَمِيعَ الْأَذْكَارِ لِشُمُولِ الِاسْمِ لِجَمِيعِهَا ، وَقَدْ رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُوَافِقُ مَعْنَى الْآيَةِ ، مَا حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=13433عَبْدُ الْبَاقِي بْنُ قَانِعٍ قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15541بِشْرُ بْنُ مُوسَى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=15825خَلَّادُ بْنُ يَحْيَى قَالَ : حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16004سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=104192لَا تَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَاسْأَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَإِنْ أَجْلَبُوا أَوْ ضَجُّوا فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ .