[ ص: 219 ] باب : الاستئذان وما فيه من ناسخه ومنسوخه من الكتاب والسنة
401 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد ، عن حجاج ، عن ابن جريج في قوله : مجاهد يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال : " عبيدكم المملوكون
402 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان ، عن أبي حصين : أبي عبد الرحمن السلمي يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قال : هي " خاصة للنساء لا للرجال ، يستأذنون على كل حال بالليل والنهار .
قال : " يعني أن الإماء ينبغي لهن أن يستأذن على مواليهن في هذه الحالات الثلاثة المسماة هاهنا ، وهي قوله : أبو عبيد من قبل صلاة الفجر وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم يقول : فأما ذكور المماليك ، فإن عليهم الاستئذان في الأحوال كلها ، ولا نعلم أحدا من العلماء أخبر عن هذه الآية نسخا بل أغلظوا شأنها "
[ ص: 220 ]
403 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد ، عن يحيى بن سعيد قال : حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان قال : سمعت عطاء يقول : " ثلاث آيات من كتاب الله عز وجل تركهن الناس ، لا أرى أحدا يعمل بهن قال : حفظت آيتين ونسيت واحدة قال الله عز وجل : ابن عباس يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم الآية ، وقال : يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم قال : ثم يقول الرجل بعد هذه للرجل : أنا أكرم منك ، وليس أحد أكرم من أحد إلا بالتقوى
404 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد ، عن عبد الرحمن ، عن سفيان قال : سألت موسى بن أبي عائشة عن هذه الآية : الشعبي يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم قلت : أمنسوخة هي ؟ قال " لا .
قال : " وفي غير حديث أبو عبيد قال : فقلت : قد تركها الناس ، فقال : الله المستعان " . عبد الرحمن
[ ص: 221 ]
405 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد ، عن عبد الرحمن أبي عوانة ، عن أبي بشر ، عن في هذه الآية قال : " يقولون : هي منسوخة لا والله ما نسخها شيء ولكنها مما تهاون به الناس " سعيد بن جبير
قال : " وقد تحدثوا مع هذا الحديث عن أبو عبيد يحمله بعضهم على الترخيص فيه ابن عباس
406 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد ، عن نعيم بن حماد ، عن عبد العزيز بن محمد عمرو بن أبي عمرو ، عن ، عن عكرمة قال : أتاه ناس من أهل ابن عباس العراق فسألوه عن هذه الآية : ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم فقال : " إن الله عز وجل رفيق رحيم بالمؤمنين يحب الستر عليهم ، قال : وكان الناس ليس لهم ستور ولا حجال ، فربما دخلت الخادم والولد أو يتيمة الرجل على أهله ، فأمروا بالاستئذان في تلك العورات فجاءهم الله عز وجل بالستور والخير فلم أر أحدا يعمل بذلك .
[ ص: 222 ] قال : " وليس وجه هذا عندي أن يكون على الرخصة من أجل أن أبو عبيد لم يخبرنا أنه نسخها قرآن ، ولا أن السنة جاءت برخصة فيها ، إنما قال : لم أر أحدا يعمل بذلك ، وقد حكى عنه ابن عباس هذا اللفظ على وجه الإنكار والاستبطاء للناس ، ألا تسمع قوله : ثلاث آيات من كتاب الله عز وجل تركهن الناس ، لا أرى أحدا يعمل بهن ، فرواية عطاء عندنا مفسرة للذي روى عطاء ، وليس المذهب في الآية إلا أن تكون محكمة قائمة لم ينسخها كتاب ولا نقلت الآثار التي انتهت إلينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الصحابة ولا التابعين بعدهم بالتسهل في ذلك إلا شيء يروى عن عكرمة الحسن
407 - فإنه كان يقول في الخادم التي تبيت مع أهل الرجل : إنه لا بأس أن تدخل بغير إذن . أحسبني سمعته من يحدثه عن هشيم ، عن يونس فهذا ما جاء في المماليك ، وأما من لم يبلغ الحلم من الأحرار " الحسن
408 - فإن حدثنا ، عن حجاجا ، عن ابن جريج ، في قول الله عز وجل : مجاهد والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات قال : " الذين لم يحتلموا من أحراركم
409 - أخبرنا قال: حدثنا علي قال: حدثنا أبو عبيد معاذ بن معاذ ، عن ، عن ابن عون في هذه الآية : ابن سيرين والذين لم يبلغوا الحلم منكم
[ ص: 223 ] قال : " كان أهلنا يأمرونا إذا جاء أحدنا ليدخل أن يقول : السلام عليكم ، أيدخل فلان ؟