(الظالمين) نصب بترى و(مشفقين) نصب على الحال ، والتقدير : من عقاب ما كسبوا . قال جل وعز (وهو واقع بهم) أي العقاب والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات قال : الروضة المكان المونق الحسن . وحكى بعض أهل اللغة أنها لا تكون إلا في موضع مرتفع كان أحسن لها وأشد ، وإذا كانت خشنة ولم تكن رخوة كان [ ص: 79 ] ثمرها أحسن وألذ ، كما قال جل وعز مجاهد كمثل جنة بربوة أي مرتفعة . قال الشاعر :
ما روضة من رياض الحزن معشبة خضراء جاد عليها مسبل هطل
فوصف أنها من رياض الحزن ، والحزن : ما غلظ من الأرض ، ويقال : الحزم بالميم لما ذكرناه . ذلك هو الفضل الكبير أي ذلك الذي تقدم ذكره للذين آمنوا . و"ذلك" في موضع رفع بالابتداء و"هو" ابتداء ثان ، ويجوز أن يكون زائدا بمعنى التوكيد "الفضل" الخبر و"الكبير" من نعته .