[ ] تحيل المظلوم على مسبة الناس للظالم
المثال الرابع والثمانون : لا بأس للمظلوم أن يتحيل على مسبة الناس لظالمه ، والدعاء عليه والأخذ من عرضه ، وإن لم يفعل ذلك بنفسه ; إذ لعل ذلك يردعه ، ويمنعه من الإقامة على ظلمه ، وهذا كما لو أخذ ماله فلبس أرث الثياب بعد أحسنها ، وأظهر البكاء والنحيب والتأوه ، أو آذاه في جواره فخرج من داره ، وطرح متاعه على الطريق ، أو أخذ دابته فطرح حمله على الطريق وجلس يبكي ، ونحو ذلك ، فكل هذا مما يدعو الناس إلى لعن الظالم له وسبه والدعاء عليه ، وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المظلوم بأذى جاره له إلى نحو ذلك ، ففي السنن ومسند الإمام من حديث أحمد : { أبي هريرة } هذا لفظ أن رجلا شكا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جاره ، فقال : اذهب فاصبر ، فأتاه مرتين أو ثلاثا ، فقال : اذهب فاطرح متاعك في الطريق ، فطرح متاعه في الطريق ، فجعل الناس يسألونه فيخبرهم خبره ، فجعل الناس يلعنونه : فعل الله به وفعل ، فجاء إليه جاره فقال له : ارجع لا ترى مني شيئا تكرهه أبي داود .