والمقصود هنا ذكر عنهم، وهذا لفظه في كتاب "مناهج الأدلة" في الرد على الأصوليين، قال: "والقول في الجهة. ابن رشد وأما هذه الصفة فلم يزل أهل الشريعة، في أول الأمر، [ ص: 213 ] يثبتونها لله سبحانه، حتى نفتها ما ذكره المعتزلة، ثم تبعهم على نفيها متأخرو الأشعرية، كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله. مثل قوله تعالى: وظواهر الشرع تقتضي إثبات الجهة، الرحمن على العرش استوى [سورة طه: 5]، ومثل قوله تعالى: وسع كرسيه السماوات والأرض [سورة البقرة: 255]، ومثل قوله: ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية [سورة الحاقة: 17] ومثل قوله: يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون [سورة السجدة: 5]، ومثل قوله: تعرج الملائكة والروح إليه [سورة المعارج: 4]، ومثل قوله: أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور [سورة الملك: 16]، إلى غير ذلك من الآيات، التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا، وإن قيل فيها: إنها من المتشابهات، عاد الشرع كله متشابها؛ لأن الشرائع كلها مبنية على أن الله في السماء، وأن منها تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين، وأن من السماء نزلت الكتب، وإليها [ ص: 214 ] كان الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم، حتى قرب من سدرة المنتهى".