الطريق الثالث: أن يقال: هم عندنا فكما أنهم مضطرون إلى دعائه وسؤاله، هم مضطرون إلى أن يوجهوا قلوبهم إلى العلو إليه لا يجدون في قلوبهم توجها إلى جهة أخرى، ولا استواء الجهات كلها عندها وخلو القلوب عن قصد جهة من الجهات بل يجدون قلوبهم مضطرة إلى أن تقصد جهة علوهم دون غيرها من الجهات. يضطرون إلى قصد الله وإرادته، مثل قصده عند الدعاء والمسألة، يضطرون إلى توجه قلوبهم إلى العلو،
وهذا الوجه يتضمن بيان اضطرارهم إلى قصده في العلو، وتوجههم عند دعائه إلى العلو، والأول يتضمن فطرتهم على الإقرار بأنه في العلو والتصديق بذلك، فهذا فطرة واضطرار إلى العلم والتصديق والإقرار، وذاك اضطرار إلى القصد والإرادة والعمل المتضمن للعلم والتصديق والإقرار.