( إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية   ( 6 ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية    ( 7 ) ) 
( جزاؤهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك لمن خشي ربه   ( 8 ) ) 
يخبر تعالى عن مآل الفجار ، من كفرة أهل الكتاب ، والمشركين المخالفين لكتب الله المنزلة وأنبياء الله المرسلة   : أنهم يوم القيامة ( في نار جهنم خالدين فيها   ) أي : ماكثين ، لا يحولون عنها ولا يزولون ( أولئك هم شر البرية   ) أي : شر الخليقة التي برأها الله وذرأها . 
ثم أخبر تعالى عن حال الأبرار - الذين آمنوا بقلوبهم ، وعملوا الصالحات بأبدانهم - بأنهم خير  [ ص: 458 ] البرية . 
وقد استدل بهذه الآية  أبو هريرة  وطائفة من العلماء ، على تفضيل المؤمنين من البرية على الملائكة   ; لقوله : ( أولئك هم خير البرية   ) 
ثم قال : ( جزاؤهم عند ربهم   ) أي : يوم القيامة  ( جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا    ) أي : بلا انفصال ولا انقضاء ولا فراغ . 
( رضي الله عنهم ورضوا عنه   ) ومقام رضاه عنهم أعلى مما أوتوه من النعيم المقيم ( ورضوا عنه   ) فيما منحهم من الفضل العميم . 
وقوله : ( ذلك لمن خشي ربه   ) أي : هذا الجزاء حاصل لمن خشي الله واتقاه حق تقواه ، وعبده كأنه يراه ، وقد علم أنه إن لم يره فإنه يراه . 
وقال  الإمام أحمد   : حدثنا إسحاق بن عيسى  ، حدثنا أبو معشر  ، عن أبي وهب - مولى أبي هريرة -  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  " ألا أخبركم بخير البرية ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " رجل أخذ بعنان فرسه في سبيل الله ، كلما كانت هيعة استوى عليه . ألا أخبركم بخير البرية ؟ " قالوا : بلى يا رسول الله . قال : " رجل في ثلة من غنمه ، يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة . ألا أخبركم بشر البرية ؟ " . قالوا : بلى . قال : " الذي يسأل بالله ، ولا يعطي به "  . 
آخر تفسير سورة " لم يكن " . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					