قال ابن إسحاق : فلما فرغ قصي من حربه ، انصرف أخوه رزاح بن ربيعة إلى بلاده بمن معه من قومه ، وقال رزاح في إجابته قصيا :
:
لما أتى من قصي رسول فقال الرسول أجيبوا الخليلا نهضنا إليه نقود الجياد
ونطرح عنا الملول الثقيلا نسير بها الليل حتى الصباح
ونكمي النهار لئلا نزولا فهن سراع كورد القطا
يجبن بنا من قصي رسولا جمعنا من السر من أشمذين
ومن كل حي جمعنا قبيلا فيا لك حلبة ما ليلة
تزيد على الألف سيبا رسيلا فلما مررن على عسجد
وأسهلن من مستناخ سبيلا [ ص: 127 ] وجاوزن بالركن من ورقان
وجاوزن بالعرج حيا حلولا مررن على الحل ما ذقنه
وعالجن من مر ليلا طويلا ندني من العوذ أفلاءها
إرادة أن يسترقن الصهيلا فلما انتهينا إلى مكة
أبحنا الرجال قبيلا قبيلا نعاورهم ثم حد السيوف
وفي كل أوب خلسنا العقولا نخبزهم بصلاب النسو
ر خبز القوي العزيز الذليلا قتلنا خزاعة في دارها
وبكرا قتلنا وجيلا فجيلا [ ص: 128 ] نفيناهم من بلاد المليك
كما لا يحلون أرضا سهولا فأصبح سبيهم في الحديد
ومن كل حي شفينا الغليلا
:
جلبنا الخيل مضمرة تغالي من الأعراف أعراف الجناب
إلى غورى تهامة فالتقينا من الفيفاء في قاع يباب
فأما صوفة الخنثى فخلوا منازلهم محاذرة الضراب
وقام بنو علي إذ رأونا إلى الأسياف كالإبل الطراب
:
أنا ابن العاصمين بني لؤي بمكة منزلي وبها ربيت
إلى البطحاء قد علمت معد ومروتها رضيت بها رضيت
فلست لغالب إن لم تأثل بها أولاد قيذر والنبيت
رزاح ناضري وبه أسامي فلست أخاف ضيما ما حييت
فلما استقر رزاح بن ربيعة في بلاده ، نشره الله ونشر حنا ، فهما قبيلا عذرة اليوم . وقد كان بين رزاح بن ربيعة ، حين قدم بلاده ، ، وبين نهد بن زيد وحوتكة بن أسلم ، وهما بطنان من قضاعة ، شيء ، فأخافهم حتى لحقوا باليمن وأجلوا من بلاد قضاعة ، فهم اليوم باليمن . فقال قصي بن كلاب ، وكان يحب قضاعة ونماءها واجتماعها ببلادها ، لما بينه وبين رزاح من الرحم ، ولبلائهم عنده إذ أجابوه إذ دعاهم إلى نصرته ، وكره ما صنع بهم رزاح :
ألا من مبلغ عني رزاحا فإني قد لحيتك في اثنتين
لحيتك في بني نهد بن زيد كما فرقت بينهم وبيني
وحوتكة بن أسلم إن قوما عنوهم بالمساءة قد عنوني