[ حكم ] : ذكر ألقاب الراوي
( و ) أما ( ذكر ) راو ( معروف بشيء من لقب ) بحيث اشتهر بذلك ، وغلب عليه ( كغندر ) بضم المعجمة وفتح المهملة بينهما نون ، وغيره ممن سيأتي مع جملة ألقاب في بابها ، أو معروف بوصف ليس نقصا في خلقته كالحمرة والزرقة والشقرة والصفرة والطول . لمحمد بن جعفر
( أو وصف نقص ) كالإقعاد لأبي معمر ، والحول لعاصم ، والشلل لمنصور ، والعرج ، والعمى لعبد الرحمن بن هرمز ، والعمش لأبي معاوية الضرير لسليمان ، والعور لهارون بن [ ص: 261 ] موسى ، والقصر لعمران .
( أو نسب لأمه ) ، كابن أم مكتوم وابن بحينة ، والحارث ابن البرصاء ، ، وغيرهم من الصحابة ومن بعدهم ، ويعلى ابن منية كمنصور ابن صفية ، ، على ما سيأتي فيمن نسب إلى غير أبيه . وإسماعيل ابن علية
( فجائز ) في ذلك كله كما صرح به الخطيب ، ( ما لم يكن ) في اللقب إطراء مما يدخل في النهي ، فإنه حرام ، أو لم يكن الموصوف به ( يكرهه ) بضم المهملة مصغر ، كابن علية وأبي الزناد ، ، وأبي سلمة التبوذكي وعلي - بالتصغير - بن رباح ، وابنه موسى ، ومسلمة بن علي ، ، وابن راهويه ، فالقطواني لقبه ، وكان أيضا يغضب منها ، وخالد بن مخلد القطواني ، قيل : إنه كان يقول : من سماني دلويه لا أجعله في حل . وزياد بن أيوب البغدادي دلويه
وأبي العباس الأصم كان يكره أن يقال له : الأصم . وجوزي ، وهو لقب لأبي القاسم الأصبهاني صاحب ( الترغيب ) ، وكان فيما حكاه ابن السمعاني يكرهه ، وغيرهم ( فصن ) حينئذ نفسك عن الوقوع فيه والراوي [ ص: 262 ] عن وصفه بذلك ، إذ هو حرام حسبما استثناه متمسكا بنهي الإمام ابن الصلاح أحمد أن يقول : ثنا لابن معين . إسماعيل ابن علية
وقال له : قل : إسماعيل بن إبراهيم . فإنه بلغني أنه كان يكره أن ينسب إلى أمه . ولم يخالفه فيه ، بل قال : قبلناه منك يا معلم الخير . ابن معين
وقد أقر الناظم على التحريم كما سيأتي في الألقاب ، وأما هنا فقال : الظاهر أن ما قاله ابن الصلاح أحمد على طريق الأدب لا اللزوم . انتهى . ولذا قال شيخنا : فهو حرام أو مكروه .
قلت : فلو علم أن كراهته تواضعا لما يتضمن من التزكية أو نحو ذلك ، كما نقل عن النووي أنه قال : لست أجعل في حل من لقبني محيي الدين . فالأولى تجنبه .
والأصل في هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم لما سلم في ركعتين من صلاة الظهر : ( ذو اليدين ؟ ) . ولذا ترجم أكما يقول في ( صحيحه ) بقوله : ما يجوز من البخاري ، نحو قولهم : الطويل والقصير ، وما لا يراد به شين الرجل ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ذكر الناس ، أي بأوصافهم ذو اليدين ؟ ) . فذهب في ذلك إلى التفصيل كالجمهور . ما يقول
وشذ قوم فشددوا ، حتى نقل عن أنه كان يقول : أخاف أن يكون قولنا : الحسن البصري . غيبة . حميد الطويل
وكأن لمح بذلك حيث ذكر قصة البخاري ذي اليدين لقوله فيها : وفي القوم رجل في يديه طول .
قال ابن المنير : أشار إلى أن ذكر مثل هذا إن كان للبيان والتمييز فهو جائز ، وإن كان للتنقيص لم يجز . البخاري
قال : وجاء في بعض الحديث عن عائشة في المرأة التي دخلت عليها ، فأشارت بيدها أنها قصيرة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اغتبتيها ) . وذلك أنها لم [ ص: 263 ] تفعل ذلك بيانا ، وإنما قصدت الإخبار عن صفتها فكان كالاغتياب .
ومن أدلة النهي قوله تعالى : ولا تنابزوا بالألقاب . وكان نزولها حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ، وللرجل منهم اللقب واللقبان . وعلى كل حال من التحريم أو غيره فذاك فيمن عرف بغير ذلك ، أما حيث لم يعرف بغيره فلا .
وبه صرح الإمام أحمد ، فقال الأثرم : سمعته يسأل عن الرجل يعرف بلقبه فقال : إذا لم يعرف إلا به . ثم قال : إنما يعرفه الناس هكذا . فسهل في مثل هذا إذا شهر به . وما أحسن صنيع إمامنا الأعمش رحمه الله حيث كان يقول : ثنا إسماعيل الذي يقال له : الشافعي . ابن علية
وكان إذا روى عن شيخه أبو بكر ابن إسحاق الصبغي الأصم يقول فيه : المعقلي نسبة لجده معقل . ولا يقول : الأصم . لكراهته لها كما تقدم . وقد قال البلقيني : إنه إن وجد طريقا إلى العدول عن الوصف بما اشتهر به مما يكرهه فهو أولى .