بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أصابني الرهاب الاجتماعي لفترة طويلة، ولكن - والحمد لله - تعالجت من ذلك المرض اللعين، واستمر العلاج لمدة سنتين، لكن الآن أشعر بأنني قد بدأت في التراجع إلى الوراء.

مشكلتي أنني لا أستطيع أن أقرأ أي شيء أمام الناس، وتصيبني أعراض الرهاب من ارتجاف في اليدين والتعرق والصوت يتغير ويصبح كأنه صوت طفل ثم لا أستطيع أن أكمل الكلام، ماذا أفعل؟ هل هناك حل؟

ولكم خالص الشكر والتقدير!

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أنس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

جزاك الله خيراً على سؤالك.
90% من مرضى الرهاب الاجتماعي يُخيل لهم أن أداءهم الاجتماعي مضطرب، مما يؤدي إلى حرج اجتماعي كبير، ولكن حقيقة الأمر أن الأعراض الحقيقية هي أقل بكثير مما يظهر في مخيلة ووجدان الشخص المصاب بهذه الحالة.

ليس من المستغرب أن تحدث انتكاسات لبعض الناس، وقد فُسر هذا بأن هؤلاء الأشخاص لديهم أصلاً استعداد للرهاب، وهذا يمكن أن ينطبق على شخصك الكريم، ولكن بالمواجهة والتمارين السلوكية المستمرة يستطيع الإنسان أن يتخلص من هذه الحالة، فعليه يمكنك أن تعرض نفسك يومياً بصورة خيالية لموقف اجتماعي صعب، وفي حالتك يمكنك أن تتخيل أنك تخطب أمام جمع من الناس أو مسئولين، أو طُلب منك أن تؤدي خطبة الجمعة وصلاتها حيث تغيب الإمام الراتب بدون سابق إخطار، ورأى فيك بقية المصلين أنك أكثر الناس قدرة وتأهلاً للقيام بهذه المهمة... وهكذا.

كما أن العلاج الدوائي خاصة العلاج المعروف باسم زيروكسات Seroxat وُجد أنه علاج فعالٌ جداً في علاج الرهاب الاجتماعي، ولا بأس من أن تستمر عليه لأطول مدة ممكنة، حتى وإن تجاوزت هذه المدة الثلاث أو الأربع سنوات، والجرعة المفيدة هي من 20 - 60 مليجرام يومياً، وهذا الدواء سليم وقليل الآثار الجانبية، وإن كان يسبب للبعض زيادة في الوزن، وصعوبات جنسية لـ 5% من الرجال فقط.

والله الموفق.