الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس القهري المتمثل في إمكانية الإصابة بالسحر وتأثيره على النفس وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أُعاني من حالة غريبة لا أعلم بماذا أفسرها! هل هي حالة اكتئاب أم هي مرض روحاني؟

ذهبت إلى الطبيب النفسي وأعطاني أدوية مضادة للاكتئاب، منها: سيبراليكس، وبعدها زاد الجرعة إلى دواء السيمبولتا، وأخيراً أعطاني البريستيك، ومع العلاج النفسي ذهبت إلى عدة مشايخ للرقية الشرعية، وكلهم أخبروني بأني لا أعاني من أي شيء روحاني.

مشكلتي أني على إصرار دائم بأني مصابة بمس شيطاني يسبب لي الضيقة والبكاء، أو أني مصابة بالسحر، ومن أعراض السحر أني أصبت بحالة الضيقة والبكاء من غير سبب واضح.

أرجوكم أفيدوني، كيف أتخلص من هذه المحنة التي أتعبتني جداً؟

وجزاكم الله ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ميساء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هنالك تداخلاً كبيراً نشأ في عقول الناس ما بين الأعراض التي قد تحدث من السحر والعين والحسد والأمراض النفسية بجميع أنواعها، وفي بيئتنا الكلام عن السحر والعين والحسد فيه كثير من المغالطات والإضافات التي أضافها بعض المشعوذين، والذين أضروا من وجهة نظرنا بصحة الأمة، وحتى أضروا بعقيدة الأمة.

نحن نؤمن بوجود العين والسحر، لكن ليس بهذه الطريقة التي يرددها البعض، فلا أحد يُعطي أو يوضح على وجه التحديد أعراض السحر وإن كان قد ذُكر الكثير في ذلك، وحالة الضيق والبكاء التي تعانين منها هي حالة نفسية معروفة نسميها بالقلق الاكتئابي، أي أنه توجد أعراض من أعراض القلق، وفي نفس الوقت توجد أعراض من أعراض الاكتئاب، وهذه الحالات المختلطة كثيرة، ونعتبرها من الحالات النفسية البسيطة وليست الشديدة.

ما وصلت إليه من خلال رسالتك هو أنك لست مصابة بالسحر، ولكن أصبح لديك وسواس قهري بأنك مصابة بالسحر، أي إن فكرة الإصابة بالسحر سيطرت عليك واستحوذت على تفكيرك، وهذا أدى إلى زيادة في نسبة القلق الذي في الأصل لديك، ونسبة لوجود القلق والوساوس ظهرت عليك حالة الاكتئاب والبكاء.

أيتها الفاضلة الكريمة: يتمثل علاجك في الآتي:

أولاً: الرقية الشرعية، والرقية الشرعية يمكن أن تكرر عدة مرات، والسحر إن وجد يجب أن يكون لك المعتقد الجازم بأن الله سيبطله، وخير وسيلة لحماية المؤمن هو أن يكون حريصاً على أذكاره ليل نهار، والأذكار لا شك أنها مقرونة بالصلوات وتلاوة القرآن، فكوني حريصة على كل هذا، وعليك في نفس الوقت أن تتناولي الدواء، وهناك أدوية كثيرة جدّاً تفيد في حالتك، وأنا أرى أن عقار زولفت والذي يعرف أيضاً باسم لسترال واسمه العلمي هو سيرترالين سوف يكون مفيداً لك، ولست في حاجة لأدوية أخرى.

جرعة السيرترالين تبدأ بخمسين مليجراماً ليلاً، تناوليها بعد الأكل واستمري عليها لمدة شهر، بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبتين ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية الممتازة، والسليمة، والنافعة بإذن الله تعالى.

الأدوية التي وُصفت لك في السابق ومنها السبرالكس هي أدوية ممتازة، ولكن يظهر أنها لم تناسبك ولم تتوافق مع التركيبة الجينية والكيميائية والبيولوجية لديك، لذا لم تحسي بأي نوع من التحسن.

ثانياً: من الضروري جداً أن تمسحي من تفكيرك تماماً فكرة إصرارك على أنك مصابة بالسحر، واقرئي مع هذه الفكرة (( مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ ))[يونس:81] واتخذي كل التحوطات التي ذكرناها، وطبقيها بصورة صحيحة، وعيشي حياتك بصورة طبيعية، وإن شاء الله سوف يزول كل الذي بك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى لك الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الأردن الزهرة البيضاء

    انصحك بقراءه سورة البقرة .. نسال الله لنا ولك الشفاء

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً