السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أبلغ من العمر 19 سنة، لا أعرف من أين أبدأ الحديث عن مشكلتي، لقد وصلت إلى مرحلة اليأس، واللامبالاة، والتهور.
تمر علي لحظات مضطربة بين قمة التفاؤل والسعادة، وتمر علي لحظات أكون في قمة الفشل والضعف، والجهل بنفسي.
نعم أنا أجهل نفسي كثيرا، لا أعرف من أنا، أحب كل شيء، وأكره كل شيء، ناجحة في كل شيء، وفاشلة في كل شيء.
أنا إنسانة مضطربة جدا، وهذا الكلام ليس مبالغة مني والله، بل إن واقع حياتي يشهد بذلك ولو بدأت في طرح مواقفي لما انتهيت، ولكن سأقول المهم، وأركز على إطار مشكلتي لعلي أجد الحل الشافي عندكم بإذن الله.
أنا حزينة جدا، وأتمنى الموت ساعدني يا دكتور.
أهملت أهم شيء بحياتي، وهي الدراسة لقد تركت سنتين من دراستي، وجميع أهلي غاضبون مني، ويعاتبوني، بل أصبحت أشعر أن أمي بدأت تكرهني، وتعاملني بقسوة، ولكن عندما أشرح لها وضعي أجدها تقتنع بكلامي كثيرا، وتتعاطف معي، وهكذا كل يوم نفس الشيء، تعاتبني ثم تتعاطف معي؛ لأنها تجد أن ما أقوله حقيقة! حتى أنها أحيانا تقول لي: أنت مصابة بالعين، أو اقرئي على نفسك.
أول شيء دمرني بحياتي هو النوم!، والله أني أنام يوميا 17 ساعة! بل إني لاحظت فترات تمر علي أنام يومين، أقسم بالله أنام يومين، ولا أستطيع المقاومة أبدا، طوال حياتي وأنا أحاول تعديل نومي لم أستطع حاولت بكل الطرق لم أستطع، فعندما أقاوم النوم لفترات طويلة يصيبني كسل، وتوتر، ونعاس، وإرهاق شديد.
ذهبت أكثر من مرة إلى المستشفى، والفحوصات سليمة.
النوم أهلكني دمر حياتي، كلما قاومته بحيث أنام عشر ساعات فقط أظل طوال يومي مرهقة إرهاقا شديدا حتى أن أمي تخاف علي عندما تراني بهذا التعب.
وطريقتي في التفكير ليس لها مسار محدد، أستطيع الخوض في كل شيء، وليس لي هوية محددة.
نعم ليس لي هوية، ولدي بعض القدرات الفظيعة مثل السرعة في الحفظ، وفي الذاكرة، والحفظ عندي شيء فظيع، أحفظ الشيء بمجرد سماعه أو قراءته بدون أي تكرار، الذاكرة عندي شيء خارق للطبيعة.
وأنا دائما أقرأ أن المرضى النفسين بأمراض غريبة تكون عندهم بعض القدرات الخارقة، هل هذا صحيح؟
أنا متوترة جدا؛ لأن عندي عاصفة من التقلبات، ليس لي هوية، لا أفهم نفسي أبدا، أنا إنسانة فظيعة، الاضطراب عندي فظيع شخصيتي تجمع صفات متناقضة كثيرة.
الجميع يقول لي هذا الكلام، وشخصيتي أحيانا أكون في قمة الخجل والانطوائية، وأحيانا العكس تماما أكون في قمة الجراءة، والشجاعة! ليس بتأثير ظروف معينة تكون تقلباتي.
فجأة أجد نفسي لا أتحكم بمزاجيتي والقناعات عندي قوية، أنا لا أعاني من الوسواس أبدا، -ولله الحمد- ولكن لا أفهم نفسي أبدا.
دكتور أرجوك ساعدني أريد أن أصبح إنسانة طبيعية كباقي البشر!.