السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أملك شخصية همامة منذ زمن طويل ونظامية، أحب أن يكون لي نظام في جدول أعمالي وترتيبي وعلاقاتي ومذاكراتي، فآخذ الشيء على خطوات ومراحل وطموحة - والحمد لله - في تعلم كل ما أراه ينقصني، وجادة لعمل وتنفيذ ما أنويه وأطمح له، بأسرع وقت وعلى أتم وجه وأقوى تركيز.
المشكلة أني أحمل هم كل شيء مهما كان سهلاً، وأشعر أني إن لم أحمل هم الشيء فإني لا أنجزه، وإن أنجزته لم يكن على الوجه المرضي، فأظل مشغولة البال ومشدودة الأعصاب حتى أعمل ما أريد، وهذا يؤثر على صحتي وعلى حياتي، حتى انقلبت هواياتي التي أحبها إلى هموم، وطموحاتي إلى خطط صعبة، لكن بإمكاني إتمامها مع الجد والكد.
أصبحت أتشاغل عن عمل هواياتي بأشياء كثيرة أخرى وثانوية؛ هروباً منها حتى أشعر بالرغبة للوقت المناسب للقيام بما خططت به، لكني بالمقابل إذا بدأت بالعمل الذي أحمل همه، فإني أنخرط تماماً (شرط أن يصير لي مزاج أعمله) فأنهيه بسرعة فائقة، وحينها أشعر بسعادة عظيمة جداً.
فمثلاً اليوم، وضعت في جدولي اليومي تنظيف البلكونة، قراءة الكتاب الذي أحبه وأتمنى قراءته منذ أشهر، مراجعة قرآن، كي الملابس ... إلخ، فأخذت أتشاغل بقراءة أشياء أخرى على اللابتوب وببعض المكالمات الهاتفية، مع أني لم أشعر بالراحة وأنا أتكلم بالهاتف، بل وأزعج الآخرين بتذكيرهم بهمومي من كي وقراءة ووو ... إلخ.
لكن ليست لي الرغبة والحماس لقراءة الكتاب، لكن حين بدأت في تنظيف وشطف البلكونة والدرج ( العمل الذي كنت أنويه من أكثر من أسبوعين)، لم يأخذ ذلك مني سوى 25 دقيقة تقريباً، بعدها أحسست بسعادة الإنجاز وعظمته، لكن طوال اليوم كنت مهمومة ولازلت؛ لأني لم أقرأ بعد كتابي الذي أحبه، ولم أكو الملابس ولم ولم ...!
مشكلتي مع القراءة؛ حيث أني أؤمن بضرورتها وقوتها فجمعت كتباً كثيرة إليكترونية وورقية منذ سنين، لكن أشعر أنني يجب أن أتعلم القراءة السريعة، ويجب أن أقرأ كل هذه الكتب حتى لا يفوتني شيء.
فمتى أتخلص من الهم؟ ومتى تصبح الأمور سهلة عندي وتتعزز ثقتي بنفسي بأني لا ينقصني بناء نفسي من الصفر في كل مجال؟ وأين التوكل في الموضوع؟ كيف أستمتع بأعمالي وهواياتي؟ متى أتخلص من النكد؟ وكيف تنجز الناس الكثير من الأعمال بدون توتر ولا كثير هم؟
جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.