السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أود في البداية أن أشكركم على هذا الموقع، والذي يضم كافة ما يطرأ على الإنسان من مشاكل، ومن جميع النواحي، وأشكر سعة صدوركم، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على حسن انتمائكم إلى الإسلام، والذي منه اشتق اسم الموقع، ولكم فائق العرفان بالجميل لما تقدموه للمسلمين، وحتى الأديان الأخرى.
إنني سيدة متزوجة، وعندي ثلاثة أطفال، وزوجي يقل عني ثقافة، واخترته وأعتبره الوحيد الذي سار بخطبتي حتى النهاية، لأنني كنت قليلة الخاطبين، ليس لقلة جمالي، فإنني مقبولة الشكل، ومن عائلة طيبة، وسمعة حسنة، رغم أن والدتي كانت تعاني من مرض الفصام، ومنفصلة عن والدي، ولكنها استطاعت أن توصلنا إلى الكليات، ومنا من أكمل شهادته العليا مثلي ومثل أخي الكبير، وبمساعدة جدتي لأمي، ومع ذلك لم يتقدم لخطبتي إلا القليل جدا، وعندما تقدم زوجي لي، وافقت على الرغم من تردد إخوتي في القبول لفارق السن، حيث أكبره بسنتين، وهو غير موظف، ويعمل عملا خاصا في محل قد لا يتناسب مع مكانتي كمدرسة في الجامعة، وأيضا قالوا لي: أنه يقبل بي لراتبي، وأنا أصريت على الزواج منه لأنني اعتبرته فرصة لن تتكرر في ظل ظروف الزواج القليلة، ورغبتي في الزواج والارتباط، وكبر سني، حيث تزوجت في سن الثالثة والثلاثين.
هو إنسان طيب، وحنون، ويحبني، ولا يهتم سوى بعمله، وأنا مصدر فخره، لأنني ساعدته في بناء حياتنا، ولم أكلفه كثيرا من أعباء الزواج وتكاليفه، أو مصاريفي أنا وأطفالي بعد ذلك.
أنا الآن أقارن نفسي بزميلاتي، ومن هن في نفس وظيفتي وعمري، انتظرن وتزوجن بفرص جيدة، ورجال أكثر ثقافة، ورغم أن البعض منهن تعاني من الزواج ومشاكل الحياة، فإني أحمد الله في سري، لأن زوجي غير ذلك، أعطاني حرية في الخروج متى أشاء، ويقول: إن ثقتي عالية بك، ويحاول أن يرضيني، ولكن في داخلي لا أشعر بالسعادة معه لقلة ثقافته، وبعده عني، حيث لا أراه إلا في الليل، لا يأكل طعام الغداء في البيت، واهتمامه بعمله، ولا يتحاور معي، وحتى علاقتي الحميمة معه أصبحت فاترة، أعاني من برود جنسي معه، رغم أن إلحاحي في الزواج لأسد الحاجة النفسية للجنس.
أنا الآن لا أشعر بأي شيء معه، حاولت أن أفهم الأسباب، وحددتها في نقاط:
أولا: سرعة القذف عنده، ومن أول يوم للزواج، حيث أن العلاقة الزوجية كانت ذات طرف واحد، وهو الوحيد المستفيد، وحاولت التفاهم معه بأن لي الحق في التمتع بالعلاقة على مدار الثمان سنوات للزواج، حتى بدأ في السنة الأخيرة يحاول إرضائي، وهنا الطامة الكبرى، حيث أنني لم أعد أشعر بشيء معه، وربما لخوفي من سرعة القذف عنده أو حرجي منه لتأخري في التمتع، وإحساسي بأنه تعب، ولم أصل إلى ما أريد.
ثانيا: عدم اعتنائه بالنظافة التي أريدها، فهو مدخن، ولا يعتني بأسنانه كثيرا، وأتضايق من رائحة فمه وإبطيه، وأتحرج من أن أطلب منه دائما تفريش أسنانه، ووضع مزيل التعرق.
ثالثا: الفارق الثقافي بيننا.
رابعا: مشاكل أسرته، حيث أن عنده أختا واحدة، تدخلت في حياتي كثيرا حتى تزوجت أخيرا، وأمه الإنسانة الكبيرة، وهي مصابة بالخرف، وأعاني من مسألة نظافتها، والعناية بها، وارتباطنا بها، فلا نستطيع أن نخرج أو نسافر بسبب وجودها، وسبب عمله الذي لا يتركه أو يأخذ إجازة للراحة.
أنا الآن ألوم نفسي في داخلي لزواجي منه، رغم أنني أحبه وأحب أطفالي، وأحب بيتي الذي بنيته بتعبي، وخوفي من أن اللوم لاختياري، ثم حتى إني لو تطلقت، هل سأحظى بفرصة زواج أخرى في مثل سني؟ وعندي أطفال يحتاجون رعايتي، وهل سأكون مثل أمي مطلقة؟ ثم أنني إنسانة خائفة دائما ومترددة، وأحتاج إلى الاستشارة، وطلب رأي الآخرين ممن أثق بهم، وأكره هذه الصفة في نفسي.
وللعلم: جلبت خادمة لرعاية أم زوجي وأطفالي، لأنني لا أحتمل العبء علي، وأدفع راتبها من راتبي.
ساعدوني أرجوكم، حاولت أن أراجع طبيبا نفسيا، ولكنني ترددت، حتى لا يقول زوجي أنني مثل أمي، أو يعتقد أحد أنني مجنونة.
أنتظر مشورتكم بفارغ الصبر.