السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

فسخت خطبتي مرتين، وبعد انتهاء فسخ الثانية وجدت ورقة سحر في شقتي، والتي من المفترض أني سأتزوج بها، ومنذ يومين وجدنا ثعبانا أحمر كبيرا في البيت، فهل هذا سحر أيضا؟

جزاكم الله خيرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يرد عنك كيد الكائدين وحقد الحاقدين واعتداء المعتدين، وأن يمُنَّ عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد في رسالتك -أخي الكريم الفاضل– فالذي يبدو منها أن هذا فعلاً نوع من السحر الذي قام به بعض هؤلاء الظلمة الذين لا يريدون الخير لعباد الله؛ لأنك تعلم أن هؤلاء السحرة قلوبهم مريضة، بل لعلها ميتة، وهم يفعلون ما يُطلب منهم بصرف النظر عن الآثار المترتبة عليه، والذي أمر الساحر بالسحر شريكه في الجريمة، بل إنه أسوأ حالاً منه؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– أخبرنا بقوله: (من أتى كاهنًا أو عرَّافًا فصدَّقه فقد كفر بما أُنزل على محمدٍّ) صلى الله عليه وسلم.

ولذلك عليك أن تذهب إلى بعض المعالجين الثقات الذين يعرفون هذه الأمور، من أصحاب العقيدة الصحيحة والعبادة السليمة، تعرض عليه هذه الأشياء، ثم بعد ذلك يقوم بعمل رقية شرعية لك وللبيت، للشقة التي ستسكن بها.

ويقوم بعمل رقية شرعية من باب التطهير:

أولاً: لنفسك حتى يصرف الله عنك هذا الصارف، وهذا المنع الذي يترتب عليه عدم التوفيق في الخطبة أو في الزواج.

ثانيًا: تطهير البيت أيضًا من آثار هذا السحر؛ لأن السحر بهذه الطريقة يكون قد تم إلقاؤه في الشقة على اعتبار أنه لا يوجد بها أحد، وقد يكون بعض هؤلاء الظلمة قد تسلل في غفلة من أهل البيت فألقى به في الشقة، وقد يكون هذا أحد الأشخاص الذين يترددون عليكم وفي قلوبهم شيء نحوكم؛ لأنه –كما تعلم– أن كل ذي نعمة محسود، ولكن لا نستطيع أن نجزم أبدًا من الفاعل؟ ومن الذي حمل هذه الأشياء؟ وأتمنى ألا تأخذ هذه المسألة حيزًا من تفكيركم، ولكن نريد أن نصب كل التفكير على كيفية فك هذا السحر حتى ييسر الله تبارك وتعالى لك أمرك.

ورجاء لا تستمع إلى من يقول لك: بأن هذا قام به فلان أو فلانة؛ لأن هذا من القول على الله بغير علم، وهذا أغلبه من الكذب؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم– أخبرنا أن هؤلاء السحرة الأصل فيهم الكذب، وأن الجن أيضًا الأصل فيه الكذب، فلا ينبغي أن نقف طويلاً أمام من فعل؟ ومن ترك؟ ومن الذي جاء به؟ ومن الذي أتى به؟ وإنما كل الذي ينبغي أن نركز عليه هو: كيفية التخلص من هذه الأسحار التي سببت لك عدم التوفيق لمرتين متتاليتين، وبذلك -إن شاء الله تعالى– ستكون الأمور طيبة، وسيصرف الله عنك كيد هؤلاء.

وعليك -أخي الحبيب، بارك الله فيك– بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها؛ لأنها هي أعظم وسيلة لدفع البلاء؛ لأن الصلاة حصن حصين، وهي أعظم حصن يلجأ إليه العبد للوقاية من أعدائه من الإنس أو الجن.

حافظ على الصلاة في أوقاتها، حافظ على أذكار ما بعد الصلوات بانتظام، كذلك أيضًا حافظ على أذكار الصباح والمساء بانتظام أيضًا؛ خاصة (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) ثلاث مرات صباحا ومثلها ليلاً، وكذلك أيضًا (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) ثلاث مرات صباحا ومثلها ليلاً، كذلك التهليلات المائة (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحًا ومائة مرة مساء، كذلك تكرار تلاوة آية الكرسي كثيرًا، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وآخر آيتين من سورة البقرة، فمن قرأهما كفتاه في يومه أو ليله.

كذلك أيضًا المحافظة على الوضوء، أن تكون قدر استطاعتك على طهارة معظم الوقت إن تمكنت من ذلك وتيسر لك، كذلك أيضًا الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

وكما أتمنى أن تستمع إلى الرقية الشرعية للشيخ محمد جبريل، وهي على الإنترنت، وتباع أيضًا في بلدكم في كل مكان بكثرة في المكتبات والتسجيلات الإسلامية، وهناك أيضًا (CD) لهذه الرقية الرائعة، تعمل في البيت، وبهذا -بإذن الله تعالى– سوف يتم القضاء على كل مظاهر السحر أو المس أو الحسد أو العين أو غير ذلك، سواء فيك أو في أحد من الأسرة الآخرين.

نسأل الله أن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء، وأن يمُنَّ عليك بزوجة صالحة طيبة، وأن ييسر لك الزواج عاجلاً غير آجل، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.