السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتى في السادسة عشرة من عمري، أعاني من ضعف الشخصية، وهزال في البنية، ومن الانطوائية والانعزال، إضافة إلى مشاكل النطق، كالتأتأة، والصعوبة حينما أنطق حرفًا ما.
كل هذه المشاكل جعلت حياتي سوداء قاتمة، وعصرتْني الكآبة، وقبضني الهمّ والغم، وزادت من عصبيتي وهيجاني، فأصبحت أغضب لأتفه الأسباب.
صرت واعيًا بمشكلتي، فأصبحت أقضي أوقاتي في قراءة كتب التنمية البشرية، التي –للأسف- تمدّني بأمل وحماس لحظيّ، سرعان ما ينطفئ، كثيرًا ما أضيّع وقتي في الإنترنت، وأقرأ عن المقالات التي تتحدث عن الأمل وعدم اليأس من الحياة، دون أن يُضاف شيء جديد في حياتي.
كنت أحلم أن أصبح أستاذًا للفنون القتالية وكاتبًا مرموقًا، وأساعد أمتي لترتقي نحو طريق المجد، لكنني عند ما أبدأ في تحقيق الهدف، تُنغّص عليّ مشاكل الحياة ما بدأت به، وأتوقف أيامًا، فأنا غارق في الظلمات، بالطبع ستقولون لي: عدْ إلى طريق الله، وحافظ على صلاتك في المسجد، وقراءة القرآن. نعم، لكنني عانيت صراعًا ضد الشيطان.
كنت أمارس العادة السرية، فتوقفت عنها، لكنني في بعض الأحيان أعود إليها، فأطلب من ربي أن يصفح عني، ويتوب عليّ. حاولت الصيام؛ لأخفّف من حدة الشهوة ، فمُنعت من جهة أهلي؛ بحجة أنني ضعيف البنية، وأحتاج إلى التغذية، واستشهدوا بظهور طفح جلدي في ظهري يشبه آثار السوط، فلما زرت الطبيب أخبرني بأنه نقص في التغذية، وأعطاني مرهمًا، فداومت عليه لمدة شهرين دون تحسن يذكر.
خطر في بالي هاجس يخبرني أن أتزوج مبكرًا؛ لأقي نفسي فتن الزمان؛ لكوني أعيش في مدينة سياحية، لكن سرعان ما استبعدته؛ بحجة أنني ما زال لديّ الكثير والكثير من الأهداف التي يجب أن أحققها، ويأتي الزواج في آخر المطاف، حتى لو كان بمقدرتي، سأقابَل بالرفض من طرف والدي الذي يتسم بالشخصية المنطقية والسلطوية والنرجسية.
أصبحت مؤخرًا عديم الإحساس وعديم المسؤولية، وأعاني من برود الشخصية، فمثلًا: إذا قررت في الغد أن أستيقظ مبكرًا وأمارس تمريناتي الرياضية تحت تأثير طاقة من الحماس والنشاط، لكن عند ما أبدأ في التنفيذ أحس بالخمول والكسل، وأتعب بسرعة بعد أقل مجهود، فأثّر هذا على حياتي؛ فتدنى مستواي الدراسي.
حاولت أن أعثر على أصدقاء صالحين، لكن بدون جدوى، أفضّل الوحدة على مصاحبة هؤلاء الذين لا همّ لهم سوى ملاحقة الفتيات، فحاولت أن أجد بينهم شخصًا جادًا؛ لكي يساعد بعضنا بعضًا في الدراسة وفي الأمور الأخرى، وللأسف لم أعثر، فالفتيات هن الجادات في حياتهن وأمورهن، وأنا رفضت أن أختلط معهن؛ خوفًا من أغضب ربي.
أرجو منكم أن تشيروا عليّ بالفعل الصائب؛ حتى أنجو من هذه المحنة -بفضل الله-، كما أتمنى أن تردوا عليّ سريعًا.
جزاكم الله خيرًا.